على رغم ما واجهته فكرة تطبيق دمج طلاب وطالبات ذوي الحاجات الخاصة من فئات الصمّ والمكفوفين والذين يعانون التوحّد وصعوبات التعلّم في مراحل التعليم مع الطلاب العاديين من سلبيات، إلا أنها حققت نجاحات مشهودة، وأثمرت عن نتائج طيبة. ففي وقت ثبت نجاح تجربتها عالمياً، أظهرت دراسة أعدّها تربيون واختصاصيون أخيراً أنها هدف أساس لتأهيل ذوي الإعاقات المختلفة، وجاءت تجربتها لتعزز أهداف إنسانية مجتمعية عميقة، منتشلة هذه الفئات من الإهمال والعزلة وربما الإقصاء إلى وسط ينخرطون فيه مع شرائح المجتمع من أجل مساعدتهم، كي يصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم ولمجتمعاتهم، ما يجعلهم يشعرون بأن لا فرق بينهم وبين أقرانهم العاديين في التعاملات اليومية. وأكدّ مساعد الأمين العام لجمعية الأطفال المعوقين للعلاقات والإعلام وتنمية الموارد المالية خالد الفهيد، نجاح خطط الدمج في الجمعية مشيراً إلى أن حوالى 234 طفلة وطفلاً من ذوي الحاجات الخاصة دمجوا في مدارس التعليم العا»، معتبرا أن العام الدراسي الماضي كان «عام التطوير والتحديث في الخدمات التعليمية والتربوية في الجمعية». وأشار الفهيد إلى عوامل عدة لنجاح خطة الدمج والتدخّل المبكر أهمها تحديث البرامج التعليمية وتدريب الكوادر والقدرات البشرية وتطويرها للعاملين في الأقسام التعليمية في مراكز الجمعية، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم للإستفادة من خبرات الجمعية في برنامج التدخّل المبكر، وتنفيذ دورات تدريبية لمعلمات التربية الخاصة ومعلميها في وزارة التربية والتعليم لفئات شديدي الإعاقة ومستخدمي لغة تواصل «بلس» وتدريبهم على مقياس «البورتج»، وكيفية التعامل مع أطفال الإعاقة المزدوجة في الروضات على مستوى المملكة. وأضاف الفهيد: «لا تزال جهود الجمعية مستمرة في الزيارات المدرسية الخارجية والداخلية وتوعية المدارس والروضات وتكثيف الزيارات المنزلية لبرنامجي التدخّل المبكر والدمج، وتوزيع مطبوعات توعوية على المدارس والروضات»، موضحاً أن الجمعية تمكنت أخيراً وللمرة الأولى من دمج الأطفال غير الناطفين وشديدي على مستوى المملكة في عدد من المدارس وتوفير الخدمات اللازمة لهم. وشدد الفهيد على أهمية متابعة الأطفال بعد الدمج. وقد حرصت الجمعية على إعداد برنامج متكامل لعملية الدمج بهدف علاج أي آثار سلبية كي يتم تلافيها وعلاجها أولاً بأول، والتواصل مع معلمي المدارس والأهل. وقّدرت مديرة إحدى مدارس منطقة الرياض التي تفعّل عملية الدمج منذ أكثر من 8 أعوام، أن نسبة نجاح الخطة الدمج لديها تبلغ 80 في المئة. وتضم المدرسة 58 حالة بين متلازمة داون وتخلّف عقلي خفيف ومتوسط وشديد وفئات أخرى من التوحّد. وحاولت «الحياة» التواصل مع وزارة التربية والتعليم للوقوف على رأيها في تجربة دمج ذوي الحاجات الخاصة مع طلاب التعليم العام، فلم تتلقَ رداً على أسئلتها.