نقلت الأمينة العامة ل «حزب العمال» (اليساري) في الجزائر لويزة حنون عن نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، تأكيده ان المؤسسة العسكرية لن تتدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بل سيمارس أفراد الجيش حقهم الانتخابي كمواطنين عاديين من دون أي توجيهات من القيادة. وشددت حنون على ضرورة حماية وحدة المؤسسة العسكرية وتماسكها ضد كل محاولة ترمي الى تقسيمها وقد تنال من استقرار البلاد وتعرضها الى تدخل خارجي بذريعة عجزها في مكافحة الإرهاب. وأكدت مصادر «حزب العمال» ان صالح أكد خلال لقائه حنون، على بيان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ندد بكل مساس بوحدة الجيش وأمر بعدم إقحامه في الانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى،، دخل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال على خط النقاش حول دور الاستخبارات، والذي تحول سجالاً يشغل الساحة السياسية الجزائرية منذ نحو أسبوعين. وقال سلال خلال لقاء مع نواب وممثلين للمجتمع المدني في ولاية ميلة (شرق) ان «هناك مكتسبات وخطوط حمراء لا يجب تجاوزها»، في رسالة الى أطراف السجال، من الموالين لترشح بوتفليقة لولاية رابعة والمعارضين لذلك. وحرص سلال على تأكيد حضور الدولة بقوله إن السلطة «لن تترك أي مجال للفتنة» أو «التشكيك في المكاسب المحققة». ودعا المتخاصمين إلى تغليب المصلحة العليا على الحسابات الشخصية حفاظاً على الاستقرار، وقال: «يمكن أن نختلف سياسياً لكن لا يمكن أن نختلف حول مصير البلاد» و»لا نقبل التلاعب بذلك». وتقاطعت رسالة سلال مع ما ورد في الرسالة التي بعث بها بوتفليقة إلى قائد أركان الجيش معزياً بضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية. والتقى الرئيس ورئيس الوزراء في الدعوة إلى «عدم الاستهانة بمكتسبات البلاد» و»الابتعاد عن الفتنة أو البلبلة» عشية انتخابات الرئاسة. وكان الرئيس بوتفليقة ضمن رسالة التعزية إشارات فهم منها انها رد على تصريحات الأمين العام ل «جبهة التحرير الوطني» عمار سعداني، اذ قال الرئيس: «اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبل الاستحقاقات، لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال، فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم». وفي شأن الاستحقاق الرئاسي المقبل، قال سلال: «نحن ماضون نحو انتخابات قريباً. ولكن التشكيك في المكاسب المحققة وتجاوز الخطوط الحمراء، أمر ممنوع، لأن مصير البلاد، مرتبط بتطوير هذه المكتسبات».