أعلن ثمانية نواب من «كتلة الأحرار» على الأقل، وآخرون من مرشحي الانتخابات وأعضاء المجالس المحلية أمس، استقالاتهم أو انسحابهم من الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، تضامناً مع اعتزال زعيم التيار مقتدى الصدر العمل السياسي. في هذه الأثناء، علمت «الحياة» من مصدر في الكتلة، أن بعض نوابها يحاولون الاتصال بالصدر لمعرفة الأسباب الحقيقية للاعتزال والبحث في مستقبلهم السياسي. وكان الصدر أعلن مساء السبت اعتزاله العمل السياسي وإغلاق المكاتب التابعة للتيار على الأصعدة كافة، وعدم السماح لأحد بتمثيلها أو التحدث باسمها «تحت أي عنوان»، فضلاً عن «عدم التدخل» في الأمور السياسية». وفي حين عزا ذلك إلى «الحفاظ على سمعة آل الصدر الكرام»، أكد أن أي كتلة أو منصب «لم تعد تمثله»، سواء داخل الحكومة أو البرلمان. وأعلن ستة من نواب كتلة «الأحرار» التابعة له انسحابهم امس من الترشح للانتخابات، وقال النواب مها الدوري وزينب الطائي وإيمان الموسوي وحسين علوان وحسين طالب وحسين همهم، خلال مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان، الانسحاب «من العمل السياسي في المجالات كافة، تضامناً مع قرار زعيم التيار الصدري». وأضاف النواب أن «الانسحاب يشمل الاستقالة من البرلمان ومن الترشح للانتخابات المقبلة». وأعلن النائب عن الكتلة حسين الشريفي انسحابه، في بيان قال فيه: «من باب الطاعة والالتزام الشرعي والأخلاقي، أعلن انسحابي واستقالتي من البرلمان ومن الانتخابات المقبلة»، وقال النائب عدي العوادي في بيان أيضاً: «استجابة لما طرحه السيد مقتدى الصدر، أعلن انسحابي من العملية السياسية والبرلمان ومن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة». وأفاد مصدر في كتلة «الأحرار» فضّل عدم نشر اسمه، بأن «نواب الكتلة يحاولون من طريق المكتب السياسي للتيار الصدري منذ مساء السبت الماضي الاتصال به لمعرفة الأسباب التي دعته إلى اتخاذ قرار الاعتزال والبحث في مستقبل الكتلة السياسي»، وأكد المصدر أن «الصدر يرفض حتى الآن كل محاولات الاتصال به أو بالمقربين منه». وأضاف: «من المستبعد أن يكون موضوع التصويت على قانون التقاعد الموحد، والفقرة 37 منه تحديداً، السبب الرئيس في قرار السيد مقتدى الصدر، فهذا الموضوع تمكن معالجته من طريق طرد المصوتين لصالح هذه الفقرة». وكان زعيم كتلة «المواطن» السيد عمار الحكيم أعلن امس طرد اثنتين من نواب كتلته تبين أنهما صوتتا لصالح منح امتيازات تقاعدية لأعضاء البرلمان. ورفض المصدر الحديث عن مستقبل كتلة «الأحرار» في الانتخابات أو مصير أصوات ناخبيها في حال قررت الكتلة الانسحاب بشكل نهائي، وقال إن «الأمر غير واضح الآن، وعلينا الانتظار قليلاً لمعرفة ذلك». وأثار رئيس الكتلة بهاء الأعرجي موجة من الانتقادات بعد إعلانه كشف المصوتين لصالح قانون التقاعد المثير للجدل والفقرة 37 التي أعطت النواب والرئاسات الثلاث امتيازات خاصة. وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الصدر اعتزاله العمل السياسي، فقد سبق أن اعلن «الاعتكاف» العام الماضي، احتجاجاً على «النشاطات المسلحة للمحسوبين على التيار».