أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته مدينة الرمادي التي تشهد عمليات عسكرية واسعة «تحقيق النصر على الارهاب بتكاتف العشائر والقوات الامنية»، فيما اعتبر ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه، الزيارة رسالة تطمين الى أهالي الأنبار وتأكيداً لهيبة الدولة وقوتها. وقال مصدر حكومي أن المالكي زار أمس قيادة العمليات في الرمادي حيث اطلع على سير الحملة العسكرية، والتقى شيوخ عشائر. وأكد خلال لقائهم ومجلس المحافظة ان «تحقيق النصر على الجماعات الارهابية تم بتكاتف جهود العشائر والقوات الامنية». ومنح العميد الركن نومان عبد نجم الزوبعي من أهالي الانبار رتبة لواء «تقديراً لمواقفه الوطنية في محاربة التنظيمات الإرهابية»، وأمر «بتكريم المقاتلين من ابناء القوات المسلحة في الرمادي». وتعهد «تلبية كل مطالب اهالي المحافظة»، وأمر «بتعيين 10 آلاف من ابناء العشائر في قوات الأمن». وقال النائب سامي العسكري، وهو قيادي في «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي ان «الزيارة كانت مقررة قبل الاحداث الاخيرة الا انها تأخرت بسبب الأوضاع الأمنية». واضاف ان «المالكي زار العديد من المحافظات قبل الانبار وعقد اجتماعات الحكومة فيها ومن الطبيعي ان يزور الرمادي». واشار الى ان «الزيارة التي تتزامن مع ما تشهده المحافظة من اوضاع امنية رسالة تطمين لأهالي الانبار إلى عودة الامن، وتأكيد هيبة الدولة وقوتها وانها مهتمة بالمحافظة». ولفت الى ان «الزيارة كانت بناء على رغبة اعضاء الحكومة المحلية ومحافظ الانبار الذين أبدوا أكثر من مرة رغبتهم بزيارة رئيس الوزراء». وعن احتمال ان تكون الزيارة تمهيداً لاتخاذ قرار بالحل الأمني في الفلوجة، قال العسكري ان «قرار الحسم ليس بالضرورة ان يتخذ في الانبار»، واعتبر ان «الجميع يتحدث الآن عن قرب الحسم باعتبار ان المهلة التي حددتها الحكومة لانسحاب المسلحين قد انتهت والجو مهيأ لإنهاء الازمة». وزاد ان «تاخير حسم الازمة عسكرياً كان لتجنب اراقة الدماء من الطرفين وكذلك لإسقاط حجج وتبريرات المحتجين». واكد ان «تنظيمات داعش وغيرها من التنظيمات المسلحة لا تعرف غير الحسم العسكري والا فان نفوذها سيتمدد كما حصل في ناحية سليمان بيك في صلاح الدين وجرف الصخر في بابل». وعن امكان تأجيل الانتخابات بسبب ما تشهده الانبار من اوضاع امنية، قال ان «الحسم العسكري بالتاكيد لن يأخذ وقتاً طويلاً والحديث عن تأجيل الانتخابات أمر سابق لأوانه لعدم وجود مؤشرات حتى اللحظة إلى تأجيلها». لكن مصادر أخرى اكدت ان المالكي بحث مع المسؤولين في الانبار في سبل تطبيق مبادرة لحل الازمة سلماً. وتزامنت الزيارة مع اعلان الحكومة إحكام سيطرتها على مناطق جنوب مدينة الرمادي بعد إخراج المسلحين منها، مشيرة إلى استعدادها لاقتحام الفلوجة. ودعت السكان الذين نزحوا من المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب الرمادي إلى العودة.