في الجهة الغربية من المدينةالمنورة وعلى مسافة 40 كيلو متراً، تقع أول محطه للقوافل الخارجة من المدينةالمنورة من حجاج وتجار، والتي عرفت ب «قرية الفريش» والتي اشتهرت بوفرة المياه. عرفت في القديم باسم «السياله» لكثرة سيولها آنذاك، وبحسب المؤرخين يعود تاريخها إلى الملك التبع اليماني، وقد مر عليها الرسول عليه الصلاة والسلام في السنة الثانية من الهجرة وهو متجه بأصحابه إلى غزوتي «بدر»، و«الحديبية»، إضافة إلى «حجة الوداع». وسميت بعد ذلك ب «الفريش» وأصبحت أول مرحلة من مراحل السفر على طريق القوافل المعروف بالدرب السلطاني للخارج من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة. وتحتضن قرية «الفريش» الكثير من الآثار التاريخية، وتتميز أرضها بالجبال والأودية، وما زال يقطنها الآلاف من السكان يمتهنون الزراعة والرعي لخصوبة أرضها وكثرة الأشجار بها. وتتبع «الفريش» أكثر من 25 قرية وهجرة، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب ال 20 ألف نسمة، ورغم قدامة القرية إلا أنها تعاني من نقص بعض الخدمات الرئيسة ومن أهمها مياه الشرب، سفلته الشوارع، وعشوائية المباني، ما دفع بقاطنيها إلى المطالبة بتوفير الخدمات بها. ووعد المجلس البلدي للمدينة المنورة قاطني قرية «الفريش» بنقل مطالباتهم لأمانة المدينة والمتمثلة في السفلتة وتنظيم الأحياء وغيرهما من الخدمات، معتبرة ذلك حقاً من حقوق القاطنين. من جهته، أكد المتحدث الرسمي لأمانة المدينةالمنورة خالد يوسف خلال حديثه إلى «الحياة» أن الأمانة تسعى إلى توفير جميع الخدمات لقرية «الفريش» والهجر التابعة لها وفق توجيهات أمين المدينة، إذ وجه بإنشاء مشاريع عدة تتمثل في مشروع درء مخاطر السيول، المخططات، السفلتة، والإنارة. بدوره، كشف مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي ل «الحياة» عن إنشاء مديريته مبنى صحياً بقرية «الفريش» من خلال شركة وطنية، مفيداً بأنه سيتم تسليم المقاول موقع المبنى الجديد خلال الأيام المقبلة. وأكدت شرطة منطقة المدينةالمنورة أن قرية «الفريش» التابعة لمنطقتها تحظى كغيرها من القرى المثيلة لها بالمنطقة بالاهتمام الأمني، وتتوافر بها الآليات الكافية لتسيير الأمن والحفاظ عليه. من جهتها، أكدت شرطة منطقة المدينةالمنورة أن قرية الفريش التابعة لمنطقتها تحظى كغيرها من القرى المثيلة لها في المنطقة بالاهتمام الأمني، وتتوافر بها الآليات الكافية لتسيير الأمن والحفاظ عليه. وأوضح المتحدث الرسمي بشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام خلال حديثه إلى «الحياة» أنه يوجد بقرية «الفريش» مخفر أمني يتبع مركز شرطة العزيزية، يعمل بواجباته الأمنية تجاه القرية والهجر التابعة لها، كورية الجفر، بئر الصائغ، حزرة، الفقرة، وملل. وأشار إلى وجود دوريات مسيرة وعلى مدار الساعة من المركز الأمني بالفريش، مضيفاً: «لم تشهد قرية الفريش جرائم بحجم كبير تستدعي الإشارة إليها».