التقى رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران أمس، نظيره التونسي مهدي جمعة الذي يزور المغرب، في زيارته الخارجية الثانية بعد الجزائر، والأولى بعد مصادقة تونس على الدستور الجديد. وأجرى الرجلان محادثات استعرضا خلالها أوضاع منطقة شمال أفريقيا وتداعيات التحولات التي شهدتها دول عربية عدة، إضافةً إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ونوه رئيس الحكومة المغربية ونظيره التونسي بمستوى «علاقات الأخوة والتعاون التي تجمع بين البلدين الشقيقين». وعبرا عن عزم حكومتي البلدين العمل على تطوير التعاون الثنائي في جميع الميادين، بخاصة المجال الاقتصادي. ووصف جمعة في تصريح أدلى به عقب الاجتماع، علاقات بلاده بالمغرب بأنها «بمستوى جيد وأخوي»، مشيراً إلى أنه أطلع بن كيران على الوضع في تونس في سياق «التحول الكبير والانفراج السياسي الذي عرفته البلاد عقب المصادقة على الدستور»، معبراً عن الأمل في أن «يشكل هذا الحدث منعطفاً يتوَّج بإجراء انتخابات نزيهة ومتكافئة لجميع الأطراف أواخر عام 2014». وكان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار اجتمع بنظيره التونسي حامدي منجي، حيث بحثا الوضع الداخلي بتونس. وقال مزوار إن المغرب «يدعم عملية الانتقال الديموقراطي المتوّج أخيراً بالتوافق داخل الجمعية التأسيسية على دستور تونس الجديد». وأفاد مصدر في الخارجية المغربية بأن الطرفين اتفقا على الإسراع بعقد اجتماع لجنة المتابعة المشتركة المغربية -التونسية في تونس لمتابعة تنفيذ توصيات الدورة 17 للجنة المشتركة العليا بين البلدين التي عقدت في الرباط في حزيران (يونيو) 2012، إضافةً إلى عقد اجتماع لجنة التشاور السياسي في آذار (مارس) المقبل. كما تطرقت محادثات الوزيرين لآخر تطورات ملف الصحراء. ونوّه مزوار بالموقف التونسي «الثابت بخصوص القضية الوطنية، ودعمها الحل السياسي المتوافَق حوله»، في حين أكد منجي أن «موقف الحكومة التونسية من قضية الصحراء ثابت ولن يتغير». وكان الملك محمد السادس أقام مأدبة عشاء على شرف الضيف التونسي، حضرها بن كيران ورئيس مجلس النواب المغربي كريم غلاب ورئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله. على صعيد آخر، بحث وزير الدفاع المغربي المنتدب عبد اللطيف الودي خلال لقائه رئيس أركان القوات الإسبانية الأميرال فرناردو غارسيا سانشيز أمس، دعم التعاون العسكري بين الرباط ومدريد.