عبرت الجزائر مجدداً أمس، عن رفضها «مبررات» الحكومة المغربية لاستدعاء سفيرها عبد الله بلقزيز ل»التشاور»، في حين صرحت مصادر مطلعة في الرباط ل»الحياة» بأن قرارها يهدف الى توجيه رسالة للحكومة الجزائرية تعبر عن «انزعاج» من مواقفها الأخيرة في شأن قضية الصحراء. ويُتوقع أن يلقي ملك المغرب محمد السادس خطاباً الأربعاء المقبل، يعرض فيه لملف الصحراء في ضوء الأزمة الناشئة. وردّت وزارة الخارجية الجزائرية على تصريحات وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي، معتبرةً أن المغرب «يفتقد في شكل واضح المبررات التي تفسر استدعاء السفير». وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني: «على الوزير المغربي أن يعرف أنه لا يوجد بلد واحد في العالم يعترف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، ولا يمكنه تجاهل أن الصحراء الغربية مسجلة على قائمة الأممالمتحدة الخاصة بالأقاليم غير المستقلة منذ العام 1963 وأن هذا الوضع (أي إقليم غير مستقل) لا ينتهي إلا بإجراء حق تقرير المصير»، متسائلاً: «فما وصف الحضور المغربي في الصحراء الغربية؟». وأضاف: «نصر على أن أي حل لنزاع الصحراء الغربية يجانب حق تقرير المصير، لا يُعتبر حلاً». وتطرق بلاني إلى ملف حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، داعياً الوزير المغربي إلى «قراءة التوصيات الواردة في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الذي يشير إلى أن المراقبة المستقلة والموضوعية والكاملة لوضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية يجب أن تكون ضرورة أساسية أكثر من أي وقت مضى». في المقابل، رجحت مصادر مطلعة في الرباط عودة الديبلوماسي المغربي إلى الجزائر الأحد المقبل. ولم تستبعد المصادر التي تحدثت إلى «الحياة» أن يكون ذلك نتيجةً لوساطة حميدة قامت بها أطراف عدة لتطويق الخلاف بين البلدين الجارين. وكان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أطلع السفراء المعتمدين في الرباط، وفي مقدمهم ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، على خلفيات الأزمة الناشئة. وتأتي الأزمة الجزائرية - المغربية عشية الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لكل من البلدين، حيث سيلاقي مواقف حادة في شأن نزاع الصحراء، في سابقة منذ تولي الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مقاليد الحكم في بلديهما. وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أكدت أن الحوار الاستراتيجي بين الرباطوواشنطن سيكون ضمن المحاور الأساسية للمحادثات التي سيجريها كيري مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار. ورجحت مصادر ديبلوماسية أن تحظى الأزمة بين المغرب والجزائر بقسط وافر من الاهتمام، في ضوء حرص واشنطن على إقامة علاقات متوازنة مع البلدين الجارين. وتأتي جولة كيري للجزائر والرباط قبل أقل من 20 يوماً على أول زيارة دولة يقوم بها ملك المغرب لواشنطن في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حاملاً تصوراً جديداً لحل نزاع الصحراء وفق مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب على مجلس الأمن قبل سبع سنوات.