فيما توفيت أخيراً الطالبة آمنة باوزير إثر أزمة قلبية في جامعة الملك سعود، وكان عدم توافر المسعفين لمباشرة حالها أو تأخيرهم عن أداء دورهم سبباً في عدم إنقاذها، أكد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز أن الهيئة سترفع شكوى أمام الجهات المختصة ضد أي مسؤول أو موظف مهما كان شأنه في كل منشأة، وضد كل موظف يكون سبباً في إعاقة ومنع الفرق الإسعافية من أداء عملها. وبيّن رئيس هيئة الهلال الأحمر أن الدين حث على المحافظة على صحة الإنسان، وأن القاعدة الفقهية تشير إلى «الضرورة تبيح المحظورات»، مشيراً إلى أنه لن يتم قبول التسبب في وفاة الإنسان بأعذار وحجج اجتماعية لا علاقة لها بالدين والنظام. وقال إن كل دقيقة تمر على المصاب من دون إسعاف تقلل من فرص النجاة أو البقاء على قيد الحياة، مشدداً على الانتباه إلى أن عامل الوقت يعني الفرق بين الحياة والموت. وأهاب رئيس هيئة الهلال الأحمر بجميع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة بشكل عام، والمدارس والجامعات والمعاهد والأسواق النسائية بشكل خاص، ضرورة تدريب منسوبيها على أساسيات الإسعافات الأولية التي تسهم بشكل كبير عند تقديمها في الوقت المناسب على حماية حياة الإنسان وتأخير مضاعفات الإصابة والمساعدة على الشفاء. وأكد الأمير فيصل بن عبدالله على أهمية وعي المواطنين في مساعدة الفرق الإسعافية وإنقاذ حياة المصابين من خلال عدم التجمهر حول مواقع الإصابات التي بسببها تمنع هبوط طائرات الإسعاف الجوي وتعيق وصول الفرق الإسعافية إلى المصابين بالوقت المناسب. وكانت «الحياة» نشرت أخيراً أن جامعة الملك سعود شددت على أن الطالبة كانت في الأصل تعاني مشكلات في القلب منذ الصغر، فيما كانت شقيقتان للفتاة آمنة باوزير أكدتا أنها لم تكن لديها أية مشكلة صحية، وأن التأخر في وصولها إلى المستشفى سبب وفاتها، وأن التقارير الطبية أكدت أن سبب الوفاة ليست الأزمة القلبية الحادة كما ذكرت الجامعة، وإنما توقف الدورة الدموية. يذكر أن طالبة الماجستير آمنة (27 عاماً) المتخصصة في علم الاجتماع التي كانت تحلم بتأسيس جمعية خيرية لمساعدة الناس، توفيت داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك سعود منتصف الأسبوع الجاري.