سخرت طهران من تهديد الولاياتالمتحدة بخيار عسكري في التعامل مع ملفها النووي، إذ شبّهت الأمر ب «زئير أسد عجوز خائف». وأعلنت استعدادها ل «حرب مصيرية» مع واشنطن وتل أبيب، محذرة من أن تعرّضها لهجوم سيدفع «حزب الله» اللبناني إلى «تدمير» الدولة العبرية. وانتقد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني تصريحات مسؤولين أميركيين حول العقوبات على طهران، معتبراً أنهم «أنذال انتهازيون مستكبرون». ورأى أن نجاح المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي «يوجب اعتمادنا على أنفسنا اقتصادياً»، وزاد: «تهديدات مسؤولين أميركيين بخيار عسكري ضد إيران، أشبه بزئير أسد عجوز يخاف أن يشنّ هجوماً». ووصف رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي «تهديدات ساسة البيت الأبيض» بأنها «خدعة سياسية جوفاء»، مؤكداً أن بلاده «على استعداد وجاهزية تامة لخوض حرب مصيرية مع أميركا والكيان الصهيوني». وأضاف: «نحذر كل الدول التي قد ينطلق منها هجوم على إيران، من أننا سنستهدف كل موقع يُستخدَم لشنّ هجوم على قواتنا. لا نكنّ عداءً لأيٍّ من دول المنطقة، لكننا سنستهدف القواعد الأميركية فيها، إذا تعرّضنا لهجوم منها». وزاد: «لن نترك أي ساحة للأعداء، إذا أُشعلت نيران حرب». أما الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية لمرشد الجمهورية علي خامنئي، فشدد على أن «الأمة الإيرانية وقواتها المسلحة مستعدة للدفاع عن البلاد وحمايتها، بكل قوتها، وستردّ على أي عدوان بضربات متبادلة ولا يمكن تصوّرها». ونبّه إلى أن «بدء حرب على إيران يعني أن قوات حزب الله ايران وحزب الله اللبناني ستدمّر النظام الصهيوني». في غضون ذلك، طالب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم دليل على اتهاماتها في شأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامج طهران النووي. وقال: «لا نقبل إي إفادات من الوكالة، إلا إذا كان الاتهام مدعوماً بقرائن. يجب أن نعلم من زوّد الوكالة بتلك الوثائق، وأن نحصل على نسختها الأصلية. عندما نثبت أن تلك الوثائق أصيلة، يمكننا بحثها مع الوكالة». ولفت الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى «مكتسبات ضخمة» حققتها بلاده في مفاوضاتها مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، داعياً المحامين الإيرانيين إلى «درس دقيق لفحوى اتفاق (جنيف)، وإطلاع الرأي العام عليه». إلى ذلك، ناقش وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي، «الانطلاقة الناجحة» لتنفيذ الاتفاق، واعتبرا أنه سيتيح «تبديد مخاوف» حول طابع البرنامج النووي الإيراني. في واشنطن، خلص صندوق النقد الدولي في مراجعة أولى لوضع الاقتصاد الإيراني في نحو 3 سنوات، إلى أن تكثيف العقوبات أدى إلى نقاط ضعف بنيوية عميقة فيه. وأشار إلى أن «نسب التضخم والبطالة مرتفعة، فيما يُبدي قطاعا الشركات والمصارف مؤشرات ضعف... إيران الآن عند مفترق طرق، وعلى سلطاتها الجديدة الانطلاق في تطبيق سريع وناشط لإصلاحات جذرية للأطر العاملة التي تستند إليها أسواق السلع والعمل والإقراض».