قُتل ثلاثة من رجال الشرطة برصاص مسلحين في الإسماعيلية (إحدى مدن قناة السويس) في ساعة متقدمة من صباح أمس، ما أثار غضباً واسعاً، وحملت الحكومة المصرية جماعة «الإخوان المسلمين» مسؤولية الاعتداء الذي جاء بعد ساعات من مقتل شرطيين اثنين في الإسماعيلية وبورسعيد. وأوضحت مصادر أمنية أن «مسلحين يستقلون سيارة فتحوا النار على رجال الشرطة ولاذوا بالفرار بعدما استولوا على أسلحة الضحايا الذين كانوا يركبون سيارة شرطة خلال ملاحظتهم الحالة المرورية في طريق السويس - الإسماعيلية عند منطقة أبو صوير التي شهدت حوادث مماثلة لكن كانت تستهدف الجيش». وأشارت إلى أن القتلى هم «ضابط برتبة ملازم أول يدعى أحمد حسين فهمي ورقيب وعريف». وكانت بورسعيد شيعت أمس جثمان الرائد في الشرطة فادي سيف الدين والذي قتل فجر أول من أمس برصاص مسلحين يستقلون دراجة بخارية، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، وتحولت الجنازة إلى تظاهرة مناوئة ضد جماعة «الإخوان» التي حملتها الحكومة أمس مسؤولية حوادث استهداف ضباط الشرطة. ودان رئيس الحكومة حازم الببلاوي في بيان «ممارسات العنف والترويع التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين أخيراً، واستهدفت أفراد الشرطة». وقال إن «تلك الجماعة الإرهابية المحظور نشاطها بحكم القانون تأبى إلا أن تستمر في التخريب والهدم وترويع الآمنين وقتل الأبرياء بغية تدمير المجتمع وإسقاط الدولة». لكنه أكد أن هذا «لن يتحقق أو يكون ما دام في مصر من يدافع عن هذا الوطن... هذه الممارسات لم تنجح سوى في أن تجعل الدولة أكثر تصميماً وإصراراً على المواجهة الصلبة والقوية تجاه كل ما يمس الوطن والمواطنين». وحض المصريين على «أن يقفوا صفاً واحداً ضد خصم شرس لا يفهم سوى لغة القتل والدمار ولا يعرف للوطن قيمة ولا للانتماء معنى»، كما دعا وسائل الإعلام إلى «أن تشارك بوطنية وإخلاص في تحمل المسؤولية وأن يكون خطابها للجمهور العام من واقع تلك المسؤولية وبدافع من الحرص على البلاد وحمايتها». إلى ذلك، قال مصدر أمني أن حملة استهدفت مناطق عدة في شمال سيناء أسفرت عن مقتل «ثلاثة عناصر شديدة الخطورة وضبطت 6 آخرين مطلوبين»، مشيراً إلى أن الحملة «ضبطت أيضاً مخازن للأسلحة تضم مدفع هاون 120مم و10 نظارات ميدان للرؤية الليلية والنهارية و16 تلسكوب قناصة، كما تم حرق 15 عشة تستخدم قواعد انطلاق لتنفيذ هجمات ضد قوات الأمن ومنشآته ودمرت 7 أنفاق لتهريب الأفراد والبضائع في المنطقة الحدودية من رفح ونسفت ثلاثة منازل في منطقه الصرصورية ضبطت داخلها فتحات أنفاق للتهريب وحرقت دراجة بخارية وسيارة نصف نقل من دون لوحات تستخدم في استهداف عناصر ومنشآت الأمن». من جهة أخرى، قرر مجلس جامعة الأزهر في اجتماعه أمس إرجاء استئناف الدراسة في الجامعة إلى 8 الشهر المقبل، عازياً القرار إلى «الانتهاء من بناء الأسوار وإصلاح ما أفسده المشاغبون في العديد من الكليات والمدن الجامعية». وكانت جامعة الأزهر وبعض مدنها الجامعية شهدت احتجاجات عنيفة متكررة واشتباكات بين قوات الأمن وطلاب مناصرين لجماعة «الإخوان» وللرئيس السابق محمد مرسي. وحاول طلاب إعاقة إجراء امتحانات الفصل الدراسي الأول فيها، وأحرق بعضهم مبنى كلية التجارة واقتحم آخرون قبلها إدارة الجامعة. وأشار مجلس الجامعة إلى أنه «يتم حالياً اتخاذ كل الإجراءات للانتهاء من إصلاح المدن الجامعية».