انتقدت الخرطوم أمس في شدة إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة وقيود على سفر قادة سياسيين في ثلاث دول أفريقية هي السودان وكينيا وزيمبابوي، بعد لقاء على هامش اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك قبل يومين جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورؤساء دول أفريقية. وقلل مسؤول رئاسي سوداني من شأن القرار الأميركي. وقال ل «الحياة» إنه «يبعث بإشارات متناقضة في شأن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الدول الأفريقية، بعدما اعتقد الأفارقة أن واشنطن ستنتهج الحوار بدل اعتماد سياسة العصا الغليظة». ولم يستبعد أن يكون أوباما «استجاب لمجموعات ضغط»، مشيراً إلى أن ذلك لن يغلق باب الحوار. واعتبر محللون أميركيون القرار «رسالة واضحة شديدة اللهجة، ليس فقط للدول الثلاث فقط، بل لكل البلدان الأفريقية». ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فإن قرار العقوبات صدر بتوجيه خاص من أوباما الذي يرغب، على ما يبدو، في أن يقول لقادة الدول الأفريقية ألا يراهنوا على لون بشرته، وإنه لن يرضى عن مظاهر الفساد والفوضى وسوء الإدارة وانعدام الشفافية التي يعيش في ظلها معظم أبناء القارة. وكانت نيويورك شهدت لقاءات عدة ركزت على ضرورة تطبيق اتفاق السلام في جنوب السودان وتسريع عملية السلام في دارفور. وعقدت اللجنة الوزارية العربية - الأفريقية المشتركة المعنية بأزمة دارفور اجتماعاً في مقر الأممالمتحدة، واستعجلت تسريع التوصل إلى «سلام مستدام» في الإقليم. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي ترأس الاجتماع إن «قضية دارفور تهم الجميع، والوصول إلى حل نهائي للأزمة يتطلب تضافر الجهود العربية والأفريقية والدولية كافة». وأضاف أن «الدوحة ستستضيف المفاوضات المقبلة لسلام دارفور الشهر المقبل، وستسبقها ورش عمل للإعداد»، مؤكداً أن بلاده «ملتزمة المضي قدماً في مساعيها بمساعدة جهود اللجنة للوصول إلى حل نهائي وشامل للأزمة». وتضم اللجنة الوزارية العربية - الأفريقية المشتركة إلى قطر كلاً من المملكة العربية السعودية ومصر وسورية والمغرب والجزائر وليبيا وتشاد والكونغو ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا وأوغندا وبوركينا فاسو وتنزانيا وليبيريا. وشارك مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين في اجتماع المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن مع الدول الأعضاء في الآلية التشاورية الرباعية التي تضم مصر والولاياتالمتحدة وليبيا والسودان. وناقش الاجتماع الأوضاع في السودان، وتطبيق اتفاق السلام وتسوية أزمة دارفور، والإعداد للانتخابات المقررة العام المقبل. إلى ذلك، جددت الحكومة السودانية ترحيبها بدعوة روسيا إلى ورشة عمل في السادس والسابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل لبلورة أفكار ومقترحات لإحلال السلام في دارفور. وقال وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق إن المبعوث الروسي للسلام في السودان ميخائيل مارغيلوف يرتب لهذا اللقاء، موضحاً أن «أجندته تنحصر في أهمية تعجيل سلام دارفور». واعتبر أن «الاجتماعات في روسيا ستكون على شكل ورشة عمل، وليست مؤتمراً دولياً كما أشيع في وسائل الإعلام». وأضاف أن الوفد السوداني المشارك سيترأسه مستشار الرئيس غازي صلاح الدين المسؤول عن ملف دارفور، متوقعاً أن يشارك في الورشة الوسيط الأممي - الأفريقي جبريل باسولي، وبعض أطراف المبادرة العربية. على صعيد آخر، ارجئ إلى اليوم افتتاح ملتقى القوى السياسية الذي تستضيفه «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في مدينة جوبا عاصمة إقليمجنوب السودان. ومن المقرر أن تناقش الأحزاب المشاركة ملفات الانتخابات والاستفتاء على مصير الجنوب وقضايا التحول الديموقراطي والصراع في دارفور. ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الذي يستمر حتى الثلثاء المقبل زعيم «حزب الأمة» رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي وزعيم «حزب المؤتمر الشعبي» حسن الترابي، إلى جانب قادة عشرين حزباً معارضاً. وكان «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم رفض المشاركة في مؤتمر جوبا مشككاً في الأهداف التي يعقد من أجلها.