كشف نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور زيد الحسين، أن المملكة تلقت 225 توصية من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان الدولي، أثناء عرضها تقريرها الدوري الشامل الثاني عن أوضاع حقوق الإنسان في المملكة، خلال انعقاد المجلس في جنيف أخيراً، مشيراً إلى أن المملكة «رفضت بعض التوصيات، لعدم مطابقتها لتعاليم الشريعة الإسلامية في المملكة». وأكد أن هذا التقرير تم إعداده بالتعاون مع جميع الجهات الحكومية، وغير الحكومية. وعلمت «الحياة»، من مصادر خاصة، أن هيئة حقوق الإنسان وضعت قضية التسول ضمن قضايا الاتجار بالبشر، نظراً لقيام عصابات على توظيف نساء وأطفال في مهنة التسول، وأن هذه العصابات يقودها سعوديون ومقيمون، وأنها تحولت إلى مصدر دخل عالٍ يدر أموالاً طائلة لهم. وقال الحسين، خلال ندوة عقدها في مقر الهيئة في المنطقة الشرقية، مساء أول من أمس: «إن عملية المراجعة الدورية العالمية لحقوق الإنسان، تلتقي ومبادئ العقيدة الإسلامية، وتتوافق مع توجيهاتها»، مضيفاً أن «الخصوصيات الدينية في الإسلام هي خصوصيات تضيف إلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ولا تنتقص منها». وذكر نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان أن وفد المملكة المشارك في الاجتماع «أكد للدول للأعضاء أن 80 في المئة من التوصيات المقدمة متحققة في المملكة»، لافتاًَ إلى أنه «يتم حالياً دراسة إحدى التوصيات المقدمة إلى المملكة، وهي الانضمام إلى المزيد من الصكوك المتعلقة في حقوق الإنسان»، لافتاً إلى أن «المملكة وقعت على 5 من أصل 9 صكوك». وأوضح الحسين، أن «بعض التوصيات تناولت حقوق المرأة، وتقنين أو إلغاء عقوبة الإعدام (القصاص)»، لافتاً إلى أن الكثير من التوصيات التي تم قبولها «متحققة، وتم إيضاحها خلال عرض التقرير». وكشف أن الهيئة «رفعت إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، 75 توصية عن حال حقوق الإنسان في المملكة، بضعها تتعلق بالشأن الاجتماعي والصحي والتعليمي والاقتصادي»، مشيراً إلى أنه وجه هيئة الخبراء بدرسها. وسنتشارك مع هيئة الخبراء في كيفية تنفيذها»، لافتاً إلى أنه «بعد تحقيقها سنحقق مستوى جيداً في تلبية معايير حقوق الإنسان»، مضيفاً، أن التقرير المقبل سيكون عما تم تنفيذه من التوصيات. وأكد نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان، أن «باب التطوع والتعاون في الهيئة يتم درسه حالياً، من قبل مجلس الهيئة. وسيفتح خلال الفترة المقبلة، بعد أن يتم إقراره، وهو الخروج بتنظيم يضبط هذا الأمر. ولا نريد أن يدخل معنا أحد غير مؤهل». وأشار إلى أن وفداً من الهيئة التقى خلال الفترة الماضية وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، وأكد الأخير، أنه يتم العمل حالياً على دعم الوزارة لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المملكة، ملمحاً إلى أنه سيتم «إدراج بعض هذه الثقافة ضمن المناهج الدراسية»، معتبراً المدرسة «البيئة الخصبة التي تُعينهم في أداء رسالتهم المتعلقة بنشر ثقافة حقوق الإنسان، ولدينا برامج مميزة وتعاون مع الوزارة». واعتبر الحسين، الإعلام «الذراع القوية للهيئة في نشر ثقافة حقوق الإنسان. والهيئة ترصد وتتابع ما ينشر في جميع وسائل الإعلام من قضايا، وتعمل على متابعتها مع الجهات المختصة، لحلها»، لافتاً إلى أن الهيئة «تابعت الكثير من القضايا التي نشرتها الصحف المحلية».