بينت دراسة أميركية أن قرابة 55 في المئة من الأطفال الرضع في الولاياتالمتحدة غالباً ما يضعهم أهلهم في وضعيات أثناء النوم من شأنها أن تعزز خطر الموت المفاجئ، على رغم توصيات بهذا الشأن سبق أن أصدرتها السلطات الفدرالية. فالأطفال الرضع غالباً ما ينامون تحت أغطية سميكة ويدثرون بملابس قد تؤدي إلى حجب الهواء عنهم، وفق الباحثين في معاهد الصحة الوطنية ومراكز المراقبة والوقاية من الأمراض، والذين نشروا خلاصاتهم في موقع بيدياتريكس الطبي. وأوصت الدراسة بأن ينام الأطفال حديثو الولادة بمفردهم على سرير مستلقين على ظهورهم، على فرش ثابتة مغطاة بأغطية مثبتة، وتجنب أن يكون إلى جانبهم أي شيء رخو أو لعبة أو غطاء سميك. وقد تراجعت هذه الممارسات الخطأ فعلاً في السنوات العشرين الأخيرة، فانخفضت نسبة وضع حديثي الولادة في ظروف نوم توصف بأنها خطرة، من 85,9 في المئة بين العامين 1993 و1995، إلى 54,7 في المئة بين العامين 2008 و2010. لكن الباحثين يعتبرون ان هذه النسبة ما زالت مرتفعة. وارتكزت الدراسة على معطيات جُمعت من خلال اتصالات هاتفية عشوائية شملت أكثر من ألف شخص، وأجريت بين العامين 1992 و2010. وقالت ماريان ديلينغر الباحثة في المعهد الوطني لصحة الأطفال والتنمية البشرية وإحدى المشاركات في الدراسة، إن "الأهل يتلقون الكثير من النصائح المغلوطة". وأضافت :"يهدي الأقارب والأصدقاء أغطية للأطفال حديثي الولادة، ويشعر الأهل أنهم مجبرون نوعاً ما على استخدامها، إضافة إلى أنهم يرون في صور الإعلانات التجارية أطفالاً حديثي الولادة ينامون مع ألعاب وأشياء أخرى قد تكون خطرة". في العام 2012، أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بوضع الأطفال على ظهورهم أثناء النوم، وأطلقت حملة للتوعية إلى هذا الأمر. ومنذ العام 2012، انخفضت وفيات الأطفال المباغتة بنسبة 50 في المئة في الولاياتالمتحدة، وفق الباحثين. لكن وتيرة الانخفاض تباطأت اعتباراً من العام 2000، وارتفعت نسبة الوفيات المفاجئة الناجمة عن اختناق الطفل بسبب الأغطية وما إلى ذلك، وتضاعفت النسبة بين العامين 2000 و2010 من سبعة وفيات بين كل مئة ألف طفل حديث الولادة إلى نحو 16. ويُظهر الاستطلاع أن الاهل يلتزمون بغالبية التوصيات حول النوم السليم للأطفال، لكن يستثنى من ذلك استخدام الأغطية السميكة.