اتسمت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لواشنطن، وهي الأولى لرئيس فرنسي منذ العام 1996، واستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما له في قاعدة «أندروز» العسكرية أمس، برمزية كبيرة، في ظل رغبة الرئيس المضيف في تعويض الإرباك الذي حصل بعدما اتصل أوباما بهولاند قبل أشهر وابلغه قرار توجيه ضربة عسكرية لسورية، قبل أن يتراجع، ما أحرج هولاند وأثّر على شعبيته تراجعاً، بعدما اعتبر الرأي العام الفرنسي أنه استخف بالرئيس «في شكل معيب». وبين رموز الزيارة المهمة نشر صحيفتي «واشنطن بوست» الأميركية و «لو موند» الفرنسية مقالاً مشتركاً للرئيسين أبديا فيه ارتياحهما لبلوغ الحلف الأميركي - الفرنسي مرحلة جديدة، وتأكيدهما تعزز الشراكة الممتدة أكثر من قرنين بين البلدين، باعتبارها «نموذجاً للتعاون الدولي» الذي تجلى في أمثلة عدة، بينها الموقف المشترك حول الملف النووي الإيراني والأزمة السورية وقضايا الأمن في أفريقيا والتعاون الاقتصادي. وغادر الرئيسان قاعدة «أندروز» على متن الطائرة الرئاسية الأميركية إلى مزرعة منتيشيلو الخاصة بتوماس جيفرسون، رمز استقلال الولاياتالمتحدة، والذي شغل منصب السفير الأميركي في فرنسا بين عامي 1785 و1789. وجرى لقاء عمل بين الرئيسين في منتيشيلو، تلاه عشاء أقامه الرئيس الفرنسي في مقر السفارة بواشنطن على شرف رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم. ويعقد الرئيسان اليوم مؤتمراً صحافياً مشتركاً ظهراً في البيت الأبيض، ثم يُقيم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مأدبة غداء على شرف هولاند في حضور وزيري خارجية البلدين جون كيري ولوران فابيوس اللذين سيناقشان في جلسة عمل ملفات النووي الإيراني والصراع السوري ولبنان، وكذلك الاجتماع المخصص للبنان الذي ستستضيفه باريس في 5 آذار (مارس) المقبل. ويتوجه هولاند بعد عشاء البيت الأبيض إلى سان فرانسيسكو، حيث يزور «سيليكون فالي» التي أسس فيها عدد كبير من الفرنسيين شركات معلوماتية ذات تقنيات متطورة. وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن زيارة هولاند واشنطن ك «عازب» بعد انفصاله عن شريكته فاليري تريرفايلر، أربكت المسؤولين عن الاحتفالات في البيت الأبيض، الذين تساءلوا طويلاً ما إذا كانت شريكته السابقة ستحضر. وحصل إرباك في طباعة بطاقات الدعوات الرسمية على صعيد وضع اسم الصديقة الجديدة للرئيس الفرنسي الممثلة جولي غايييه، قبل أن تعلن الرئاسة الفرنسية أن هولاند سيزور واشنطن وحده، وذلك في موعد تأخر عن البروتوكول الأميركي في 5 الشهر الجاري. وكتبت «نيويورك تايمز»: هل سيتضمن عشاء البيت الأبيض حفلة رقص، في ظل عدم وجود أحد للرقص مع الضيف، فيما لم يستبعد الطباخ السابق للبيت الأبيض والتر شيب، أن يدعو هولاند الأميركية الأولى ميشيل أوباما إلى الرقص. وتناولت وسائل إعلام أميركية كثيرة موضوع انفصال الرئيس هولاند عن شريكته، وواقع أن اوباما محوط بمسؤولين شديدي التعلق بفرنسا ولغتها وذوقها، في مقدمهم كيري وتوني بلنكن مستشار الأمن القومي. ويأتي ذلك وسط تداول صحف وأوساط إعلامية فرنسية إشاعة عن فضيحة قد تواجه الرئيس الأميركي حول علاقة محتملة له بالمغنية بيونسي. ونفت «واشنطن بوست» أنها في صدد نشر مادة حول هذا الموضوع بعدما كان مصور فرنسي أكد أن قصة الفضيحة ستنشر في الصحيفة الأميركية اليوم.