راجت على شبكات التواصل الاجتماعي مبادرة «هذا خُلقي» التي أطلقها مجهولون لتعزيز الرادع الأخلاقي في ليبيا، عبر توقيع ميثاق شرف ينصّ على احترام الآخرين والقانون. وأطلق الفريق، الذي يرفض إعلان هوية أعضائه، مبادرته بسبب ما أعلن أنه «ضعف الرادع القانوني والرقابي، ولما تشهده البلاد من عدم استقرار»، ورفضاً للتعصب لحزب أو طائفة أو قبيلة أو جهة؛ مشيرين إلى أن انتماءهم فقط لليبيا، كما يقوم الفريق بإدارة أعماله عبر غرف اجتماعات وتنسيق وتصويت الكترونية. وبحسب الصفحة الخاصة بها على «فايسبوك»، فإن المبادرة عبارة عن ميثاق شرف يتعهد من يوقعه طوعاً بالالتزام بما فيه من نقاط ايجابية لنشر ثقافة السلوكيات المحترمة والآداب العامة، والمحافظة على البيئة. وتمنح «هذا خُلقي» شعار المبادرة بأشكاله المختلفة بحسب الطلب، على هيئة ملصق عاكس يتم لصقه على السيارة، أو زر يعلّق على سترة، أو شهادة توضع في إطار، لكل من تعهد بالالتزام بما ورد في ميثاق المبادرة. وبدأ العمل على فكرة المبادرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، وسعى القائمون عليها للإتصال ببعض المهتمين لصياغة الميثاق، وإعداد الملصقات والبروشورات، والتجهيز للنشاط الإعلاني وسبل إنجاح المبادرة، بالتعريف بها وتحديد أماكن توزيع مستندات التعهد. والتقت «مدرسة الحياة» منسق عام المبادرة والمشرف الأساسي للمبادرة، وطلب عدم ذكر اسمه، إذ يعد إخفاء هوية القائمين عليها من بين العهود التي يشترطها أعضاء الفريق المؤسس. وقال المشرف إن استجابة الناس فاقت التوقعات. وأشار إلى أن المبادرة ضمت اليوم أكثر من 12 ألف متعهد من أكثر من 21 مدينة في ليبيا من الشرق والغرب والجنوب في أقل من عام. وأضاف أنه على رغم ظروف التوتر التي يعيشها الناس، إلا أن عدد المشتركين ب«هذا خُلقي» يزداد، والمسؤولون يبحثون سبيل اعتماد المبادرة في كل المدن. وأشاد أحد المؤسسين بسرعة الانتشار والاستجابة حتى من الجاليات الليبية في الخارج، ورغبة كثيرين في تقديم منح مالية رفضها فريق المبادرة كي لا يتهم بالفساد أو السعي وراء المال، واقتصر تمويل المبادرة على المجهودات من أصدقاء وأهل الفريق المؤسس والمتعاونين معهم. ومن بين الحملات التي تنظمها مبادرة «هذا خُلقي» بعض الأنشطة، مثل يوم الزي الليبي التقليدي للمشاركين من كل المدن الليبية، والذي ذكر صاحب الإقتراح عبر مجموعة المبادرة الإلكترونية أنه سيقام لتأكيد «حبنا لبعضنا البعض بغض النظر عن انتمائنا القبلي والمناطقي، مؤكدين أن حروب التشكيلات المسلحة لا تمثل الموقعين على المعاهدة». ويتضمن ميثاق شرف مبادرة «هذا خُلقي» بنوداً من بينها احترام قوانين المرور والمحافظة على النظافة العامة، وعدم التعدي على الآخرين لفظياً أو جسدياً، بما في ذلك خدش الحياء العام، وعدم التحايل للحصول على أموال بأي وسيلة غير قانونية، ورفض التعدي على الأملاك العامة أو الخاصة، عدم الانضمام أو دعم أي تشكيل مسلح خارج شرعية الدولة، والحد من انتشار الشائعات.