طالبت حركة "طالبان" الباكستانية بالإفراج عن معتقليها وسحب القوات المسلحة من معاقلها في المناطق القبلية من أجل المضي قدماً في محادثات السلام مع حكومة إسلام آباد. وتبدو هذه الشروط غير واقعية بالنسبة إلى السلطات الباكستانية التي رفضت، في العام الماضي، الرضوخ لمثل هذه المطالب من المتمردين الإسلاميين. وجاء ذلك بعد لقاء عقد في نهاية الأسبوع بين فريق مفاوضي "طالبان"، والقيادة المركزية لحركة "طالبان" الباكستانية، التجمع الذي يضم فصائل إسلامية مسلحة في وزيرستان الشمالية المنطقة القبلية الواقعة قرب الحدود الأفغانية. وعاد المفاوضون قبل ظهر اليوم الى العاصمة إسلام آباد على متن مروحية تابعة للسلطات الباكستانية التي أثارت مفاجأة كبرى في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، بإعلانها إطلاق عملية السلام مع "طالبان" بعد سلسلة هجمات دامية. وخلال هذا اللقاء أبلغ المتمردون مفاوضيهم أن "إنسحاب القوات المسلحة من المناطق القبلية والإفراج عن الآف السجناء يشكل اختباراً للمضي قدماً في محادثات السلام التي بدأت الخميس الماضي"، كما قال قيادي من "طالبان" لوكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) طالباً عدم الكشف عن اسمه. وأكد المسؤول أنها "الجولة الأولى من المحادثات حالياً، وسيلتقي فريقنا المفاوض نظراءه من الحكومة لكي يبلغهم بمطالبنا، ثم سيعودون الينا مع رد" من السلطات. وعبر المتمردون أيضاً عن مطالب أخرى بهدف الوصول إلى إتفاق سلام في ختام المفاوضات مع السلطات. ويطالب المتمردون أيضاً بفرض الشريعة الإسلامية ووقف ضربات الطائرات الأميركية من دون طيار في معاقلهم في المناطق القبلية التي تستخدم قاعدة خلفية لحركة "طالبان" الأفغانية لشن عمليات ضد قوات حلف شمال الأطلسي والقوات المحلية في أفغانستان المجاورة. وعلى رغم ان الولاياتالمتحدة لم توقف هذه الضربات المثيرة للجدل، فإن وتيرتها تراجعت إلى حد كبير في الأشهر الماضية. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، لم تشن واشنطن أي غارة في المناطق القبلية، للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين بحسب مكتب الصحافة الإستقصائية، ما يمكن أن يشجع الحوار بين المتمردين والحكومة الباكستانية. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، ترأس اجتماعاً لفريق مؤلف من 4 أعضاء مهمته إجراء حوار مع حركة "طالبان" في وقت سابق، بغية إحداث تقدم في محادثات السلام.