أعلنت حركة «حماس» مساندتها الرئيس محمود عباس في وجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية لتقديم تنازلات في المفاوضات التي تجرى بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ نهاية تموز (يوليو) الماضي في رعاية أميركية. وعبر رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية عن رفض الحكومة والحركة خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للسلام. واعتبر أن «هذا الطريق لا يمكن أن يوصل شعبنا إلى حقوقه المسلوبة التي انتزعت منه بالقتل والإرهاب»، مشدداً على «رفض كل الضغوط التي تهدف إلى الابتزاز السياسي». وقال: «نؤكد تمسكنا في الحكومة الفلسطينية وحماس بالثوابت الوطنية، ونعبر عن ارتياحنا لأي موقف فلسطيني يؤكد تمسكه بالثوابت الفلسطينية». جاء ذلك خلال لقاء جمع هنية ووفد من «حماس» مع وفد من اللجنة المركزية لحركة «فتح» يزور غزة منذ الجمعة الماضي برئاسة نبيل شعث وعضوية أعضاء اللجنة صخر بسيسو ومحمد المدني وجمال محيسن، في منزله على شاطئ بحر المدينة. ونقل المكتب الإعلامي للحكومة عن هنية قوله: إن «المصالحة قرار استراتيجي» للحكومة و «حماس»، مشيراً إلى أن الحكومة «قدمت عدداً من القرارات والمبادرات الإيجابية من أجل خلق أجواء من الوئام والتقارب». وعبر عن استغرابه «مما يحدث من اعتقالات وملاحقات واستدعاءات لأبناء حماس والمقاومة في الضفة والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي»، معتبراً أن «كل ذلك يشكل ضغطاً على صناع القرار في حماس في خصوص المصالحة، على اعتبار أن قواعد الحركة وكوادرها، خصوصاً في الضفة، غير مطمئنين للتسوية الداخلية». وحمّل هنية وفد «فتح» رسالة إلى عباس «تضمنت ضرورة وجود خطوات لخلق مناخات إيجابية في الضفة»، مؤكداً أن الحكومة والحركة «لا يمكنهما تجاوز الأوضاع وما يجري في الضفة من ملاحقة واستهداف مباشر». وقال المكتب الإعلامي إن الحكومة سلّمت وفد «فتح» قائمة بأسماء كوادر «فتح» المسموح لهم بالعودة إلى القطاع ضمن المبادرات الإيجابية، «على رغم أننا لا نجد خطوات في المقابل، وأننا لا ننتظر مقايضات، وهذا يؤكد صدقيتنا». وعن العلاقة مع مصر، جدد هنية التشديد على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى و «نعتبر مصر عمق فلسطين، وإننا نقف على مسافة واحدة تجاه كل أشقائنا المصريين». وقال شعث إن لقاءات المصالحة بين الحركتين ستتواصل اليوم من أجل الوصول إلى «حال توافق» بينهما. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عضو المكتب السياسي في «حماس» خليل الحية عقب لقاء هنية: «أن الأيام المقبلة ستشهد تحركات جديدة وإيجابية في تطبيق المصالحة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاقات المصالحة الأخيرة». وأعلن أن مسؤول ملف المصالحة في «فتح» عزام الأحمد سيأتي إلى غزة، قائلاً: «إن الأحمد جاهز في أي وقت لزيارة غزة لاستكمال جهود المصالحة ووضع الترتيبات اللازمة لانطلاقتها مجدداً». وقال الحية: «إن حماس تدعم الرئيس (عباس) أبو مازن، وكذلك قطاع غزة في كل الخطوات في مصلحة الشعب الفلسطيني. نحن ندعم أبو مازن في وجه الضغط المفروض عليه من كيري والعدو الصهيوني، ونقف في صفه في وجه هذه الضغوط». وأردف: «أن حماس لا تتدخل أيضاً في شأن حركة فتح الداخلي وتريدها أن تكون موحدة»، نافياً أي علاقة لحركته ب «تيار من فتح»، في إشارة إلى ما يُعرف بتيار القيادي المفصول من الحركة النائب محمد دحلان. وقال الحية: «إن كل إخواننا في «فتح» باختلاف تلاوينهم تمثلهم القيادة الشرعية للحركة».