وصل وفد من اللجنة المركزية لحركة «فتح» امس الى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (ايريز) حيث لاقى استقبالاً رسمياً وشعبياً، وكان في استقباله قيادات من «فتح» و»حماس»، على رأسهم باسم نعيم وغازي حمد وطاهر النونو. ومن المقرر ان يعقد الوفد سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الفصائل الفلسطينية المختلفة، بمن فيها حركة «حماس»، تتناول ملفات المصالحة. ويضم الوفد اربعة من اعضاء اللجنة المركزية هم نبيل شعث ومحمد المدني وصخر بسيسو وجمال محيسن. وسيعقب هذه الزيارة قيام رئيس وفد «فتح» الى الحوار مع «حماس» عزام الأحمد بزيارة القطاع الأسبوع المقبل ولقاء رئيس الحكومة المقالة التي تدير القطاع اسماعيل هنية. وقال مسؤولون في الحركتين ان ملف المصالحة يشهد حراكاً، لكن هناك عقبات كبيرة ما زالت تحول دون احداث اختراق فيه. وأوضح مسؤولون في «حماس» انهم وجهوا رسائل ايجابية الى «فتح» والرئيس محمود عباس تمثلت في اطلاق معتقلين من «فتح» والسماح لأعضاء في الحركة خرجوا من القطاع ابان احداث الانقسام بالعودة اليه، لكنهم تلقوا ردوداً غير مشجعة تمثلت في تعرض اعداد كبيرة من ناشطي «حماس» في الضفة الى الاعتقال. وقال مسؤول رفيع في «حماس» ل «الحياة» ان حركته توافقت داخلياً على دعوة الرئيس عباس الى تشكيل حكومة وفاق وطني تدير الضفة والقطاع لمدة ستة اشهر يعقبها اجراء انتخابات عامة، لكن السلطة اعاقت ذلك عبر تصعيد الاعتقالات في صفوف الحركة. وفي الضفة، قال مسؤولون في «فتح» ان «حماس» تسعى الى استخدام السلطة وسيلة لرفع الحصار المصري المفروض عليها، وإنها ليست جادة في مساعيها نحو المصالحة. وقال مسؤول رفيع في «فتح» ان «حماس» تريد من الرئيس عباس تشكيل حكومة ترفع الحصار عن غزة، لكن في الوقت ذاته تريد مواصلة حكم القطاع بصورة فعلية من وراء هذه الحكومة. لكن مسؤولين في الحركتين يقولون ان هناك فرصة لحلحلة بعض الملفات المرتبطة بالمصالحة في هذه المرحلة، مثل ملف الحريات العامة، تمهيداً لأي تطور مستقبلي يسمح للطرفين بتشكيل حكومة مشتركة وإجراء انتخابات. واوضح أمين سر الهيئة القيادية لحركة «فتح» في قطاع غزة إبراهيم أبو النجا ل «الحياة»، إن اللجنة ستبدأ مهامها فوراً بعد أن ينضم إليها عضواها في غزة، وهما المفوض العام للتعبئة والتنظيم للحركة زكريا الآغا وعضو اللجنة المركزية آمال حمد، لافتاً إلى أن على رأس مهامها الاطلاع على مشاكل أسر الشهداء وأسر الأسرى، وكذلك الموظفين الذين اقتطعت مرتباتهم. وأوضح: «هؤلاء لهم مطالب كثيرة تتعلق بأوضاعهم المعيشية البائسة».