جذب كوكبه الصغير أجيالاً من القراء، لكن قلة تعرف أن «الأمير الصغير»، الشخصية الشهيرة لأنطوان دو أنسانت - أكزوبري، ولد في نيويورك، وهو ماضٍ يستعيده معرض في منهاتن عنوانه «ذي ليتل برينس: أي نيويورك ستوري»، يقام في «مورغان لايبريري أند ميوزيوم» ويستمر حتى 27 نيسان (أبريل). وكان هذا المتحف اشترى مسودة الكتاب في عام 1968. ومع لوحات الأكواريل التي يضمها وبقع القهوة المنتشرة عليها، تشكل هذه الوثيقة محور المعرض الذي يروي قصة وضع الكتاب وماضيه النيويوركي مع صور للكاتب ورسائل وتذكارات من بينها سوار الكاتب الذي عثر عليه صياد سمك في عام 1998. وتقول مفوضة المعرض كريستين نلسون: «عاش سانت - أكزوبري هنا خلال الحرب ووضع هذا الكتاب خلال الحرب». وقد وصل الكاتب الفرنسي إلى نيويورك عام 1940 وكتب فيها «الأمير الصغير» في خمسة أشهر بين حزيران (يونيو) وتشرين الثاني (نوفمبر) 1942. وقبل مغادرته الولاياتالمتحدة في تموز (يوليو) 1943 ليعاود نشاطه كطيار استطلاع، أعطى المسودة إلى صديقته سيلفيا هاميلتون في كيس ورقي. وقال لها: «كان بودي أن أعطيك شيئاً رائعاً. لكن هذا جل ما لدي». وتضيف نلسون: «حتى الإصدار الأول باللغة الفرنسية نشر هنا وليس فقط النسخة الإنكليزية». وقد صدر «الأمير الصغير» في نيويورك في نيسان 1943. أما في فرنسا فلم ينشر قبل عام 1946. ولم يتسنَّ للكاتب رؤية النسخة الفرنسية، فقد اختفى عندما كان يقود طائرته خلال مهمة مسح جوي في 31 تموز 1944 بعدما أقلع من كورسيكا. وكان في الرابعة والأربعين. والمعرض الذي ينظم في الذكرى السبعين لصدور «الأمير الصغير» في نيويورك، يقدم صفحات من المسودة ورسوماً مدمجة بالنصوص ولوحات أكواريل تمهيدية لا ترد في النسخة النهائية للكتاب. وتقول كريستين نلسون: «كان صارماً جداً مع نفسه. كان يكتب وينقح باستمرار. لقد رمى الكثير مما كتبه». فقد اختفت مقاطع كاملة اعتبرها غير أساسية. والمسودة التي يملكها متحف «مورغان» تضم 30 ألف كلمة بينما النص النهائي أقل بمرتين. وقبل التوصل إلى العبارة الشهيرة «الجوهر لا تراه العين إننا لا نرى جيداً إلا بالقلب»، جرب سانت - أكزوبري 15 صياغة مختلفة يفندها المعرض. وتوضح نلسون أن النص النهائي البسيط المنقح يشكل نقيضاً لطريقة عمله «فكان معروفاً عنه أنه يعمل في فوضى كبيرة محاطاً بأكوام من المخطوطات والقهوة فيما السيجارة متدلية دائماً من بين شفتيه». وتضيف: «كان يعمل أين ما كان، في استوديو صديقه برنار لاموت وفي منزله في سنترال بارك ساوث وفي المنزل الذي كان يستأجره في لونغ آيلاند أو في شقة سيلفيا هاملتون». ويتضمن المعرض أيضا صوراً عدة لسانت - أكزوبري من بينها واحدة لطائرته ملتقطة قبل شهرين من اختفائه. أما سواره الفضي المحفور فقد عثر عليه عام 1998 قبالة شواطئ مرسيليا صياد سمك، وهو معروض للمرة الأولى في الولاياتالمتحدة، إلى جانب بطاقة دعوة إلى قداس يقام على روحه في كنيسة سان - فنسان دي بول في تشيلسي (نيويورك) في 25 كانون الثاني (يناير) 1945. وقد خصصت للزوار زاويتان للقراءة يمكنهم فيهما قراءة «الأمير الصغير» بالإنكليزية والفرنسية. وبيعت أكثر من 145 مليون نسخة من كتاب «الأمير الصغير» في العالم، وقد ترجم إلى اكثر من 200 لغة.