يعد كتاب «الأمير الصغير» واحداً من أهم كتب الروائي والطيار الفرنسي انطوان دو سانت إكزوبري، ومن أهم الكتب التي تحاول ببراءة طفولية اختراق مجاهيل الذات الإنسانية التي حوّلها الكاتب هنا إلى «كوكب» صغير تارة وكبير طوراً تختلط فيه رموز الكتابة بين الحرف والتشكيل، بحيث يرسم المؤلف ويكتب في آن. ليس «الأمير الصغير» كتاباً للأطفال، وإنما لكل قارئ وفي كل مكان وزمان، وهو يخاطب العقول صغاراً وكباراً بلغة وإيقاع من الصفاء والعمق، فتتحول فيه الكائنات إلى كواكب ونجوم ونجيمات تدور في مدار اللغة والحلم والحقيقة. ولا تزال قصة «الأمير الصغير»، على رغم مرور أكثر من 65 عامًا على إصدارها، على قائمة أكثر الكتب مبيعاً في العالم، وقد تُرجمت إلى نحو 160 لغة، وتم تحويلها إلى أفلام كارتونية، ونقلت إلى المسرح، وبيع منها أكثر من 80 مليون نسخة، على رغم أن مؤلفها لم ير الكتاب بين يديه! وصدر عنها عديد من الكتب والدراسات. وصدرت الترجمة العربية الجديدة ل «الأمير الصغير» عن «مؤسسة شمس للنشر والإعلام» في القاهرة، للمترجم المصري محمد حسن عبدالولي. جاءت الترجمة في 132 صفحة من القطع المتوسط، عبر 37 فصلاً. والترجمة هذه تضاف الى الترجمات العربية الأخرى ومن أبرزها الترجمة التي انجزها الشاعر اللبناني يوسف غصوب في الستينات المنصرمة. و»الأمير الصغير» طفل من كوكب آخر، صغير جداً نظراً إلى كوكب الأرض، الذي يرمز إلى عالم الكبار. اضطر الطفل إلى الهبوط على الأرض، لإصلاح عطل في طائرته، وقد كان الراوي/ المؤلف بالمُصادفة يقوم بإصلاح طائرته هو الآخر، وخلال رحلة الطفل من كوكبه إلى كوكب الأرض، يناقش بمنطقه الطفولي النقي، والغريب جدًا بالنسبة إلى الكبار، ليكتشف ويوضح أفكارًا تتعلق بالوجود الإنساني، نابعة من تأملات ومعاناة المؤلف، أفكارًا تراوح بين ماهية الحب والصداقة والسلطة والعلم والجمال، مثل جدوى الأشواك التي تنمو حول الزهرة إن لم تكن قادرة على حمايتها من أعدائها، وهي قضايا يراها أهم بكثير من مشكلات عالم الكبار الساذجة.