لاحظ تقرير ل «نفط الهلال»، عن مستقبل الطاقة ومواردها، وعلاقة التبادل التجارية بين الدول المنتجة والصناعية، وآثار الأزمة الاقتصادية على كل القطاعات، ان التطورات التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية أنتجت حقائق جديدة ومتعددة معظمها من ضمن الترابط السلبي والعكسي للعلاقة المتبادلة بين النمو الاقتصادي والمالي للدول، وبين حاجتها لمشتقات الطاقة في شكل مستمر. وانعكست هذه العلاقة السلبية على الدول كافة، ومن ضمنها الدول الصناعية والدول المنتجة لتلك المشتقات. ويلاحظ أن حجم العلاقة السلبية القائمة وقوة تأثيرها كان بالغاً على الدول النامية وغير المنتجة لموارد الطاقة ومشتقاتها، وكان أقل حدة على الدول النامية المنتجة للنفط والغاز. وتبعاً للعلاقة الترابطية بين أسعار موارد الطاقة وبين وحدة التسعير والعرض والطلب وصولاً إلى علاقة التبادل التجارية بين الدول المنتجة والصناعية، رأى التقرير أن العلاقة شديدة التعقيد لأن ارتفاع أسعار النفط والغاز ومشتقاتهما، لن ينعكس إيجاباً على الدول المنتجة ولن ينعكس سلباً على الدول المستوردة وفي شكل دائم. فمن ينتج مشتقات الطاقة ويصدّرها يرتبط بعلاقات تجارية متداخلة مع الدول، ما يعني التأثر بارتفاع أسعار المستوردات في الاتجاه المعاكس. واعتماداً على التأثيرات المتبقية للأزمة العالمية، التي أثرت في القطاعات الحيوية كافة، أفاد التقرير بأن العالم لم يعد قادراً على تحمل أعباء جديدة تنتجها أسعار قياسية لمشتقات النفط، خلافاً لما كان سائداً خلال عامي 2007 و 2008 حيث كانت معدلات النمو لاقتصادات دول العالم تأتي من ضمن الحدود المستهدفة وأكثر في غالب الأحيان، ما سمح للأسعار بالارتفاع أكثر فأكثر عند استجابة القطاعات كافة مباشرة لتلك الأحمال، وهذا غير متوافر في الظروف الحالية لدى دول العالم سواء كانت منتجة أم مستوردة أم صناعية وحتى نامية وفقيرة. وتخشى هذه الدول من ثورة أسعار جديدة غير مخطط لها حالياً، اذا أخذت في الاعتبار التأثيرات المباشرة التي أحدثتها الأزمة في قطاعات الطاقة عموماً، سواء كان الارتفاع الحاصل على التكاليف المصاحبة للإنتاج أم كان الانخفاض الكبير على قنوات التمويل لتلك القطاعات، والتراجع الحاصل على العوائد الإجمالية جراء التذبذب الحاد في أسعار المنتج النهائي. واستنتج في المقابل أن الدول النامية لم تتخلص بعد من التحديات الغذائية التي تحيط بها قبل الأزمة وأثناءها وبعدها، نتيجةً لارتفاع أسعار مشتقات النفط أم لأسباب أخرى، ما يضعها من جديد في مهب الريح متى تحركت الأسعار. تأتي هذه النتائج التي رصدتها «نفط الهلال»، لترسم معالم الفترة المقبلة التي لا بد لها من أن تأخذ في الاعتبار بقاء أسعار مشتقات النفط ضمن حدود آمنة ومقبولة للأطراف كافة، في مقدم خطوات علاجية مفترضة، إذا أرادت دول العالم اجمع، أن تحافظ على استقرار اقتصاداتها وعلى معدلات النمو عند حدودها المناسبة، ولا تمس بالدول النامية والفقيرة، وتحول دون رفع معدلات الفقر في العالم، بحيث تلعب أسعار مشتقات الطاقة الدور الأكبر على جدول حياة هذه الطبقة، وتزيد تلك الآثار حدة وعمقاً كلما تحركت نحو الأعلى، في حين أن الانخفاض المسجل على أسعار تلك المشتقات لم يحقق لتلك الطبقة أي انفراجات. ورصد التقرير نشاط قطاع الطاقة في دول المنطقة، وسجل أن مجموعة «دراغون أويل» للتنقيب عن النفط والغاز قد تطلب من لجنة التملك الارلندية إصدار إنذار نهائي لشركة نفط الإمارات الوطنية «اينوك»، يلزمها إما بالتقدم بعرض لتملك «دراغون أويل» أو الانسحاب، علما أن «اينوك» تملك 52 في المئة منها. يذكر ان الشركة الوطنية للإنشاءات البترولية، في الإمارات، فازت بعقد قيمته 993 مليون درهم (270 مليون دولار)، لإنشاء منصات نفط بحرية وأعمال هندسية في الهند، في مناقصة دولية ومنافسة مع شركات عالمية من كوريا والهند. وفي قطر، أشار التقرير الى ان تركيا وقطر شكلتا فرق عمل لبدء العمل في خط أنابيب محتمل للغاز الطبيعي المسيّل يجتاز الأراضي السعودية لشحن الغاز القطري إلى تركيا. كما اكتملت المرحلة الأولى من مشروع شركة مسيعيد للطاقة المحدودة (مسيعيد للطاقة - أ) بطاقة إنتاج 1007 ميغاواط كهرباء. ويتوقع أن يصل المشروع إلى طاقته الإنتاجية القصوى في نيسان (أبريل) 2010. يذكر أن «شركة الكهرباء والماء القطرية» تملك 40 في المئة من المشروع و «قطر للبترول» 20 في المئة وشركة «ماروبيني» 30 في المئة و «توبو اليكتريك» 10 في المئة. ويعتبر المشروع الأول في قطر الذي يعمل على محولات 400 كيلوفولت، كلفته 3.2 بليون دولار. وفي السعودية، لفت التقرير الى ان شركة «دوسان» للصناعة الثقيلة والبناء في كوريا الجنوبية أعلنت فوزها بعقد لبناء محطة توليد كهرباء قيمته 1.04 بليون دولار. وتسلمت الشركة الكورية مع شريكتها العربية السعودية «بيمكو» الطلب من الدائرة العربية للطاقة الكهربائية لبناء محطة التوليد التي تبلغ طاقتها 1330 ميغاوات قرب مدينة الدمام، ثالث أكبر مدينة سعودية في الإقليم الشرقي بحلول عام 2013، والى ان شركة النفط الوطنية «أرامكو – السعودية» دعت المقاولين إلى تقديم عروضهم لبناء محطة لتوزيع الوقود وسط المملكة. وتطوّر «أرامكو» مرافق التوزيع المحلية وتوسّعها لمواكبة تنامي الطلب في الداخل. وتنشأ المحطة قرب العاصمة الرياض وستكون قادرة على التعامل مع 185 ألف برميل يومياً من النفط. وتابع ان شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات أصدرت أول شحنة تزن 5 آلاف طن متري من مادة «غلايكول الإثيلين»، من مجمعها في مدينة ينبع الصناعية لزبائنها في أوروبا. ويذكر أن الطاقة السنوية لمجمع «ينساب» من هذه المادة تبلغ 770 ألف طن متري، تعزز مكانة «سابك» في طليعة الشركات العالمية المنتجة لمادة «غلايكول الإثيلين» بطاقة سنوية تبلغ نحو 3.7 مليون طن متري. ويعد المجمع من أكبر المجمعات البتروكيماوية العالمية، ويضم ثمانية مصانع بمواصفات عالمية، بطاقة سنوية إجمالية تتجاوز أربعة ملايين طن متري من مختلف المنتجات البتروكيماوية. ووقعت سلطنة عمان، وفقاً لنفط الهلال، عقدي استشارات فنية ومالية في شأن محطة كهرباء الدقم المقرر أن تبلغ طاقتها ألف ميغاوات، ما يمهد الطريق أمام إنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في السلطنة. وأعلنت الشركة العمانية للعطريات البتروكيميائية تصدير أولى بوادر إنتاج مصنع الشركة الذي يقع في منطقة ميناء صحار الصناعي، بعد دخوله مرحلة التشغيل التجريبي في أيار (مايو) الماضي. وباشر المصنع في إنتاج مادتي «النافتا» الخفيفة و «غاز البترول المسيّل»، الذي يصدر إلى الأسواق العالمية هذا الشهر. وتعتبر «النافتا» مادة رئيسة للتصنيع. وتؤمن الشركة العمانية للمصافي والبتروكيماويات 28 في المئة من حاجة المصنع. وفي العراق فازت مجموعة «اس ان سي - لافالين» الكندية و «أوروك» للخدمات الهندسية المملوكة للعراق، بعقد قيمته 85 مليون دولار لتركيب توربينات غاز في محطات كهرباء محلية، كما جاء في التقرير. وتبحث تركيا والعراق إمكان توقيع مذكرة تفاهم لشحن الغاز العراقي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية من خلال خط أنابيب «نابوكو» المزمع إنشاؤه. وكانت تركيا وقعت مع أربع دول في الاتحاد الأوروبي اتفاق عبور في تموز (يوليو) لخط الأنابيب الذي تبلغ استثماراته 7.9 بليون يورو ويسانده الاتحاد الأوروبي، لنقل الغاز من بحر قزوين والشرق الأوسط إلى وسط أوروبا بهدف الحد من الاعتماد على روسيا.