أفصح رئيس حملة السكينة عبدالمنعم المشوح عن ترهل بنية «القاعدة» كتنظيم مع ضعف تماسكها باعتبارها تمر حالياً بمرحلة ضعف، مشيراً إلى أن أتباع «القاعدة» وبعض الجماعات المتشددة المتحولين إلى «داعشيين» أخيراً، لم يستوعبوا أن «داعش» صاحب أجندة خاصة يستغلهم ويتخلى عنهم. ويأتي ذلك في الوقت الذي لم يتبق حالياً من الموقوفين أمنياً سوى 2337 حتى الآن من مجمل موقوفي «القاعدة» والموجة السابقة للإرهاب البالغين تقريباً 11 ألف موقوف - وفقاً للإحصائية الأخيرة المعلنة في بيان وزارة الداخلية عبر نافذة «تواصل» -، فيما لم يتجاوز المنضمون إلى «داعش» 2000 شخص. ولفت رئيس حملة «السكينة» في حديثه ل«الحياة»، إلى تأثر «داعش» من فشلهم في اختراق السعودية، مستدلاً بذلك على الواقع الحالي، إضافة إلى كلام قائد تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي الأخير الذي عبّر فيه عن مدى ألمه وحسرته من خسارته الواضحة في السعودية، موضحاً أن «داعش» كان يتوقع بيعات ضخمة وانضمام ألوية وإمارات، وفعلاً عاشوا هذا الهاجس وسوّقوا له بشكل كبير في شبكات التواصل، ووزعوا الأدوار ورسموا الخريطة، وعينوا ولاة، لكن في الحقيقة هي مجرد فقاعة وهم. ويرفض المشوح التقليل من خطورتهم وانتشارهم الضعيف والهزيل من باب عدم أمن شرهم، مضيفاً: «فداعش ينشط في عملية الاستقطاب، لأن لديه حراكاً أكبر على أرض الواقع في مقابل تحركات القاعدة البطيئة، وإن كانت تستقطب نوعيات محددة أو ممن لديهم خلفية تأصيلية». وأوضح أن الاستقطاب ينال من بعض الفئات «العجلة» الباحثة عن الانتصارات السريعة، أو المعاني النفسية التي تحقق من خلالها ذاتها، مشيراً إلى أن الاستقطاب ينال من الأوروبيين، والبعض من بلاد المغرب العربي أكثر من استقطابهم للسعوديين في ظل محاولات تضخيم الوجود السعودي بينهم، والذي فشلوا في تحقيقه وتعزيزه بالقصص والتصوير غير الواقعي، والتي بدأت كذلك تضعف مع الوقت. ووفقاً لآخر جريمة إرهابية في «دالوة الأحساء» نفذتها قلة تنتمي إلى «داعش»، استشهد المشوح باستغلال الموجّه في «داعش» لقلة من الأشخاص في مساعدته لتنفيذ العملية، لتحقيق مكسب لأجندته الخاصة، لكن النتائج جاءت بعكس ما يتوقعون، وقال: «بفضل الله خسر هو وخسروا هم، وجاءت النتائج عكس ما أرادوا، فمن تتبع كل العمليات الإرهابية يجد أن نتائجها بفضل الله عكسية». ويوضح المشوح خلفيات تحول القاعديون إلى «داعش» من خلال فهم خريطة القاعديين المنضمين ل«داعش»، بحيث قسّم الخريطة إلى ثلاثة أقسام، الأول من ينتمي فعلاً للتنظيم وأعلن بيعته لأحد أمراء «القاعدة»، وهم أقل الفئات انضماماً ل«داعش»، والثاني: القاعديون بالولاء والمحبة من دون انضمام فعلي أو انتظام تحت مظلة التنظيم، لكنهم يتبعون روح التنظيم وهؤلاء هم الأكثر، والقسم الثالث يختص بالمنتمين بالتأثر ممن تم القبض عليهم سواء أكانوا من القرابة أم الأصدقاء. وأكد نجاح تجربة «داعش» في التحرك مع الفئتين الثانية والثالثة بتهيئة بيئة فكرية وعاطفية مناسبة «فمعظم هؤلاء يبحثون عن تفريغ شحنات انتقام أو حقد، لكنه ليس مبنياً على تأصيل ورؤية، لذلك بعض من انضم لداعش من هؤلاء رجع للقاعدة، والعكس كذلك».