استمرت المواجهات أمس في مدينة عين العرب (كوباني) من دون تسجيل تقدم واضح لطرفي المواجهة، الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس أن «وحدات حماية الشعب الكردي نفذت هجوماً ليلة (أول من) أمس في منطقة سوق الهال بمدينة عين العرب، فيما دارت اشتباكات بين وحدات الحماية وتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة مدرسة الخنساء القريبة من البلدية إثر محاولة تسلل من قبل مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية». وتابع: «شهدت الجبهتان الجنوبية والجنوبية الغربية اشتباكات بين الطرفين استمرت لما بعد منتصف ليلة الأحد - الاثنين، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 6 من تنظيم «الدولة الإسلامية» جثثهم لدى وحدات الحماية، فيما ارتفع إلى 10 على الأقل عدد القذائف التي أطلقها تنظيم «الدولة» على مناطق في عين العرب». وكانت طائرات التحالف العربي - الدولي قد نفّذت «3 ضربات قبيل منتصف ليلة (أول من) أمس وبعده استهدفت مواقع وتمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة وريفها»، بحسب «المرصد». ونشرت وكالة أسوشيتدس برس أمس تقريراً جديداً من داخل عين العرب تحدثت فيه عن «مخبز قديم» بات يمثّل واحداً من المظاهر القليلة لوجود حياة في المدينة المحاصرة بعدما أعاد تشغيله المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عنها في مواجهة هجمات «الدولة الإسلامية». وأضافت أن هذا المخبز كان قد أُقفل منذ نحو 20 عاماً لكن أعيد فتحه الآن حيث يتم فيه إنتاج طنين من العجين المخبوز يومياً بهدف إطعام المقاتلين وحفنة من المواطنين الذين بقوا في منازلهم. وقال فتحي ميسيرو عضو وحدات حماية الشعب الكردي والعامل في المخبز: «لقد جئنا وأصلحنا (المخبز) لاستخدامه في هذه الأوقات الصعبة ... قبل 10 أيام كان الوضع هنا أكثر صعوبة. نقوم بمساعدة الناس وإرسال الخبز لهم يومياً». وأظهر تقرير حصري أعده مصور صحافي نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) حجم الدمار الذي خلّفه شهران من المعارك في عين العرب الواقعة على الحدود السورية - التركية. وأشارت الوكالة إلى أن أطفالاً كانوا يلعبون أمام المخبز من دون أن يهتموا بأصوات الانفجارات التي تدوي في المدينة. وتابعت أن الدمار هو ما بقي من بيوت الناس وذكرياتهم، وأن المتاجر أصيبت بأضرار بالغة في حين أن المدارس سوّيت بالأرض. ويخوض مقاتلو وحدات الحماية الكردية مدعومين بعدد قليل من عناصر «البيشمركة» العراقية وقوة من الثوار السوريين، مواجهات ضارية ضد «الدولة الإسلامية» منذ بدء هذا التنظيم هجومه على عين العرب في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي. ونجح الأكراد الذين دعمهم التحالف العربي - الدولي بغارات جوية وعملية إنزال بالمظلات لأسلحة ومعدات حربية، في وقت زحف «الدولة الإسلامية» داخل عين العرب، لكن ذلك جاء بثمن باهظ لجهة تدمير البلدة ونزوح عشرات الآلاف من سكانها إلى تركيا.