واصل المقاتلون الأكراد التقدم في مدينة العرب (كوباني) الكردية شمال سورية وقرب حدود تركيا، في وقت بلغ عدد القتلى في المعارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال شهرين 1153، في وقت بدا أن زمام المبادرة على الأرض انتقل إلى الطرف الكردي بعد الضربات التي توجهها مقاتلات التحالف الدولي - العربي ودعم قوات «البيشمركة». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «وحدات حماية الشعب واصلت امس التقدم في عين العرب بعد اشتباكات قتل فيها 28 عنصراً من «داعش». ونفذت مقاتلات التحالف الدولي - العربي غارات عدة على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة، بالتزامن مع استمرار المعارك منذ اكثر من سبعين ساعة في جنوبالمدينة الحدودية مع تركيا بعد أن كانت شهدت على مدى أسبوعين تراجعاً في حدتها ومراوحة. وأشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة متواصلة منذ اكثر من سبعين ساعة بين مقاتلي الطرفين في الجبهة الجنوبية للمدينة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأوضح أن المعارك ترافقت «مع قصف من جانب وحدات الحماية وقوات البيشمركة العراقية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية» في عين العرب. كما تزامنت مع تنفيذ طائرات الائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدة اربع غارات على المدينة بين مساء السبت وفجر الأحد. من جهة أخرى، ذكر «المرصد» أن المقاتلين الأكراد «نفذوا عملية ضد قوة من تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الشرقي لكوباني، على بعد اكثر من عشرة كيلومترات من المدينة، إذ قاموا بتفجير عربة للتنظيم خلال مرورها مع ركابها، ما تسبب بمقتل ثلاثة من عناصره». وتابع أن 23 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» على الأقل، بينهم قياديان، قتلوا منذ مساء السبت وحتى صباح الأحد في المدينة ومحيطها في المعارك والعمليات، بينما قتل أربعة مقاتلين أكراد. وأوضح الصحافي الكردي مصطفى عبدي الموجود في منطقة تركية حدودية مع عين العرب والذي يتابع عن كثب الوضع في المدينة أن آخر غارة تمت «قرابة الثالثة فجراً (1,00 ت غ)، وكانت عنيفة جداً». وقال: «سمع صوت الانفجارات الناتجة من الغارة على بعد حوالى عشرين كيلومتراً من كوباني، بينما اهتزت سيارات الصحافيين الموجودين على الحدود». وأكد أن المعارك شهدت تصعيداً خلال الساعات الماضية، لا سيما على المحور الجنوبي والجنوبي الشرقي. وقال عبدي: «نتيجة غارات الطيران ودخول قوات البيشمركة والجيش الحر لمساندة وحدات حماية الشعب في كوباني، انتقلت المدينة من مرحلة الدفاع والخوف على سقوطها، إلى مرحلة الهجوم والثقة بصمودها». وذكر أن «خط الجبهة تغير بعد هذه التطورات لصالح وحدات حماية الشعب حوالى مئتي متر على المحورين الشرقي والجنوبي. انه تغيير طفيف، لكن المقاتلين الأكراد يتقدمون ببطء، لأن أي تقدم متسرع سيكون مكلفاً بسبب المفخخات التي يزرعها تنظيم داعش». وتابع أن «وحدات حماية الشعب تنفذ يومياً عمليات اقتحام في محاولة لاسترجاع الأرض التي احتلها داعش». وبدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» هجومه في اتجاه عين العرب في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، واستولى في طريقه إليها على عشرات القرى والبلدات، ودخلها في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتمكن من السيطرة على أكثر من نصفها. وبعد موافقة تركيا، عبرت قوة من «الجيش الحر» الحدود إلى عين العرب، ليصل عدد مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون إلى جانب الأكراد في كوباني إلى مئة تقريباً، ثم انضمت أيضاً إلى «وحدات حماية الشعب» قوة من المقاتلين الأكراد العراقيين المسلحين تسليحاً جيداً. وشكل ذلك، إلى جانب تكثيف الائتلاف الدولي لغاراته في كوباني ومحيطها، بمثابة نقطة تحول في المعارك. إلى ذلك، أعلن «المرصد» توثيق 1153 قتيلاً في منطقة كوباني منذ فجر 16 أيلول تاريخ بدء تنظيم «الدولة الإسلامية» هجومه نحو عين العرب وحتى منتصف ليل السبت - الأحد. وأوضح أن القتلى هم 27 مدنيا كردياً، بينهم من أعدموا على أيدي التنظيم و«فصلت رؤوسهم عن أجسادهم»، و398 من عناصر «وحدات حماية الشعب» وقوات الأمن الداخلي الكردية «الأسايش»، و712 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينهم 23 «فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المدينة وريفها».