علمت «الحياة» من مصادر مطلعة، أن توجيهاً صدر من جهات عليا يقضي بتسهيل عودة السعوديين المغرر بهم في مناطق القتال في سورية بواسطة سفارة خادم الحرمين لدى أنقرة، مشيرة إلى أن هناك رغبة كبيرة لدى عدد منهم في العودة إلى بلادهم، بعد أن اكتشفوا حقيقة التنظيمات المتطرفة التي استقبلتهم داخل الأراضي السورية، بخلاف ما سمعوا عنه عندما كانوا في المملكة. واستغلت تلك التنظيمات بعضهم في تنفيذ عمليات انتحارية هناك. وأكدت المصادر ل«الحياة» أن سفارة خادم الحرمين لدى تركيا تعمل على تسهيل عودة السعوديين الذين تورطوا في القتال داخل الأراضي السورية، بعد أن اختلف الأمر عليهم داخل التنظيمات المتطرفة في مناطق القتال، وأصبحت معاركهم مع المسلمين، لقلة وعيهم الديني، وطغيان استخبارات دول خارجية تعمل على توجيههم. وقالت إن التنظيمات المتطرفة تعمل على تنصيب بعض السعوديين لوظائف قيادية وهمية، تتمثل في كتائب قتالية أو مفتٍ شرعي، لأجل استمرار ضمان بقائهم داخل التنظيم من جهة، والتأثير في العناصر من المقاتلين السعوديين من جهة أخرى. وأشارت المصادر إلى أن السلطات الأمنية تحفّظت على عدد من العائدين من سورية فور وصولهم إلى المملكة، إذ أجريت تحقيقات مع عدد منهم لمعرفة الدوافع التي جعلتهم يقدمون على الذهاب إلى هناك، وهوية المصادر المحرضة داخل المملكة، والأدوات التي تستخدم في التحريض من منابر المساجد أو تجمعات شخصية، أو رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت المصادر إلى أن هناك عدداً ممن أجري معهم التحقيق أطلق سراحهم بكفالة شخصية مع «تعهد خطي» من المطلق سراحه بعدم العودة إلى مناطق القتال، والافتئات على ولي الأمر، فيما لا يزال آخرون رهن التحقيق لوجود اتهامات ضدهم، إما لتحريضهم أو لارتكاب جرائم مختلفة، وقالت: «إن المتهمين سيمثلون أمام القضاء الشرعي للبت في المخالفات التي ارتكبها المتورطون أو المحرضون».