أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ثقته أمس، بإمكان أن تبرم طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، اتفاقاً نهائياً يطوي الملف، بحلول أواخر تموز (يوليو) المقبل. وقال: «بالنيات الحسنة يمكن أن نبرم اتفاقاً خلال ستة أشهر». وتطرّق إلى سعي الكونغرس الأميركي إلى تشديد العقوبات على بلاده، قائلاً: «لا أخشى قراراً من الكونغرس، (إذ) تعهد الرئيس الأميركي استخدام حق النقض ضده». وأضاف الوزير في خطاب أمام «المجلس الألماني للعلاقات الخارجية» في برلين، إن بلاده «لن تشن إطلاقاً عملية عسكرية ضد أي كان». وقال ظريف لشبكة «فينيكس» الألمانية إن «محرقة» اليهود في ألمانيا النازية كانت «مأساة وحشية مشؤومة يجب ألا تتكرر»، مضيفاً: «لا شيء لدينا ضد اليهود (ونكنّ) ابرز احترام لهم، داخل ايران وخارجها. لا نشعر بأننا مهددون من أحد». لكنه استدرك أن «حقوق الشعب الفلسطيني مُنتهكة منذ 60 سنة» من إسرائيل التي اتهمها باستخدام «تكتيك التمويه». إلى ذلك، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن ظريف استقبل نظيره الأميركي جون كيري في مقر إقامته في ميونيخ الأحد، على هامش المؤتمر السنوي للأمن الدولي، في السادسة صباحاً، بسبب إصرار واشنطن على اللقاء وجدول الأعمال «المكثف» للوزير الإيراني. وأفادت وكالة «فارس» بأن ظريف «نبّه» كيري إلى «ضرورة أن تستند تصريحاته إلى النص الصحيح لاتفاق جنيف» الذي أبرمته إيران والدول الست في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. والتقى الوزير الإيراني في ميونيخ أيضاً، نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير، وناقش معهما الملف النووي والعلاقات مع طهران. وأعلن مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية الإيراني، أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ستزور طهران بعد جولة المحادثات المقبلة بين إيران والدول الست، المقررة في فيينا في 18 الشهر الجاري. لكنه لم يعلن موعداً محدداً للزيارة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مصدر مطلع» أن «دفعة أولى من العائدات النفطية لإيران» قيمتها 550 مليون دولار، «أودعت في حساب للمصرف المركزي الإيراني في سويسرا. وأكدت وزارة الخزانة الأميركية تحويل المبلغ إلى طهران. في واشنطن، حضت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الكونغرس على الامتناع عن تشديد العقوبات على إيران، إذ ورد في رسالة وجهتها إلى السناتور الديموقراطي كارل ليفن: «في وقت تُجرى مفاوضات جدية أخيراً، يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لاختبار هل نستطيع تعزيز التوصل إلى تسوية دائمة». في غضون ذلك، أعلن بهروز علي شيري، مساعد وزير الاقتصاد والمال الإيراني، فتح «فصل جديد» في العلاقات الاقتصادية بين بلاده وفرنسا، مشيراً إلى إبرامهما «اتفاقات في شأن الازدواج الضريبي والمستثمرين». يأتي ذلك بعدما وصل إلى طهران وفد اقتصادي فرنسي ضخم يضم 107 مستثمرين، اعتبرته وكالة «إرنا» أضخم وفد اقتصادي وتجاري فرنسي وأوروبي يزور البلاد منذ الثورة عام 1979. ونسبت وكالة «رويترز» إلى مصدر في السفارة الفرنسية في طهران إن الزيارة «تستطلع مجالات محتملة للتعاون» ولن تشهد إبرام عقود. وتابع: «مستثمرونا لم يهجروا إيران في شكل كامل، بل قلّصوا وجودهم، ونتطلع إلى العودة».