اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، أن ثمة فرصة «تاريخية» للتوصل إلى «تسوية متوازنة» للملف النووي لبلاده، محذراً من «كارثة» إذا لم تبرم إيران والدول الست المعنية بملفها، اتفاقاً نهائياً بعد اتفاق جنيف الذي أبرمه الجانبان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، التقى ظريف نظراءه الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والسويدي كارل بيلدت، إضافة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو. وأعلنت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أن كيري وظريف ناقشا «المفاوضات المقبلة حول اتفاق شامل» للملف النووي، مضيفة أن كيري «كرّر (تشديده على) أهمية التفاوض بحسن نية بالنسبة إلى الطرفين، واحترام إيران تعهداتها» التي قطعتها في إطار اتفاق جنيف. كما أكد «بوضوح أن الولاياتالمتحدة ستواصل تطبيق عقوباتها» على طهران. لكن الخارجية الإيرانية انتقدت حديث الناطقة الأميركية عن العقوبات، لافتة إلى «أخبار مصطنعة ليست دقيقة، عن مضمون المحادثات». وأعلنت أن اللقاء عُقد بطلب من كيري وفي مقر إقامة ظريف، مشيرة إلى انهما ناقشا قضايا مرتبطة بجولة المحادثات المقبلة بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في فيينا في 18 الشهر الجاري، «على أساس حقوق الشعب الإيراني». وفيما رحّبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بلقاء كيري وظريف، حض ناطق باسم الخارجية الفرنسية طهران على أن «تتخذ كل التدابير اللازمة للتخلي نهائياً وبوضوح عن امتلاك سلاح نووي». لكن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون اتهم إيران بكسب الوقت لتصبح «دولة على أعتاب امتلاك قدرات نووية»، دعياً المجتمع الدولي إلى «الكف عن السذاجة» حيال «تلاعبها». وبعد لقائه كيري، تحدث ظريف خلال طاولة مستديرة في مؤتمر ميونيخ، عن الملف النووي الإيراني، قائلاً: «الفرصة سانحة (لإبرام اتفاق نهائي) وهي تاريخية. علينا اقتناصها وإذا لم نفعل وعملنا على أساس من الأوهام، سنندم في السنوات المقبلة». وتابع: «أعِد بأننا سنذهب إلى المفاوضات مع إرادة سياسية وحسن نية للتوصل إلى اتفاق، إذ سيكون من الحماقة بالنسبة إلينا التوصل إلى صفقة لستة أشهر فقط. سيشكّل الأمر كارثة على الجميع». وأشار إلى أن بلاده تتطلع إلى «تسوية متوازنة» لملفها النووي، منبهاً إلى أن «أوهاماً تراود أميركا لتفكيكٍ كاملٍ للبرنامج النووي الإيراني، منعت التوصل إلى اتفاق لطي هذا الملف». واعتبر ظريف أن «لا عائق يمنع علاقات جيدة» مع المملكة العربية السعودية، «كما حصل مع تركيا وقطر». وأضاف: «لدى إيران والسعودية مصلحة مشتركة في مناخ آمن. لا أحد من الجانبين سيستفيد من الانقسامات الطائفية، ولا من التطرف في المنطقة. يمكننا أن نعمل معاً من أجل (منطقة) أكثر أمناً. لا حاجة إلى منافسة» بين البلدين. وكان ظريف أبلغ وكالة «رويترز» أن إيران ترفض التخلي عن البحوث المرتبطة بأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، في إطار اتفاق نهائي. في غضون ذلك، أعلن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تسلّمت في إطار اتفاق جنيف، أول دفعة قيمتها 550 مليون دولار من أرصدتها المجمدة في الخارج، على حساب سويسري.