أطلقت الزميلة مي شدياق امس، لمناسبة الذكرى الرابعة لمحاولة اغتيالها التي نجت منها بأعجوبة، «مؤسسة مي شدياق - معهد الاعلام»، في مؤتمر صحافي عقدته ظهر أمس في حضور وزير الاعلام طارق متري ونقيب الصحافة محمد البعلبكي وانطوان شويري، وعدد كبير من ممثلي وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب في مركز «بيال». وكان لا بد لمي شدياق من أن تتذكر تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها قبل 4 سنوات في مثل هذا اليوم فقالت والى جانبها الوزير متري، بكلمات مؤثرة: «إنه 25 أيلول، عقارب الساعة لا ترحم. الوقت يمر. من المؤسسة اللبنانية للإرسال، الى جونية، الى عنايا وشفاعة مار شربل، الى جونية مجدداً، والى تلك اللحظات والثواني القاتلة التي غيّرت مجرى حياتي. أرادوه يوماً أسود ومظلماً بلون مخططاتهم وأفكارهم ويوماً لإسكاتي نهائياً وبشكلٍ كامل، لكن العناية الإلهية كانت لها كلمةٌ أخرى. حاولوا ترهيبي وإفهامي أن تضامني مع وسائل اعلامٍ زميلة سيُكلفني عملية قتلٍ جديدة، لكن قيمة الحفاظ على حرية التعبير وصون كرامة المهنة كانا عندي أثمن مما أبقوه لديَّ من أطراف بعد فشل محاولتهم الأولى. كل أساليبهم لم تنفع ولن تنفع معي». وأضافت: «لمّا عجزوا عن منع صوتي وصورتي بالقوة لجأوا الى وسائل أقل ما يقال فيها انها لا تمت الى أخلاقياتنا اللبنانية بصلة، لا السياسية منها ولا غيرها التي تعرفون، الطريف في حججهم انهم بموضوعية المهنية يُشككون»، وقالت: «وكما انتفضت على واقع معاناتي بصبري وإيماني، انتفضت بكبرياءٍ وواقعية على محاولات تطويعي وسلبي حقيّ في اكمال رسالتي المهنية، وفقاً لأصولٍ تعلمتها وعلمتها في أرفع الجامعات اللبنانية والفرنسية... رفضت وانتفضت لكني لم أستسلم». وأعلنت شدياق عن تأسيس مؤسستها - معهد الإعلام التي «لا تتوخى الربح وهي غير مرتبطة بجهة سياسية أو فكرية»، مؤكدة ان قطاع الإعلام «ما زال يشهد نمواً منتظماً وحيوية غير مسبوقة». وأشارت الى انها أطلقت الفكرة تمهيداً للعمل على تمويل المؤسسة، على «أن يكون دور المعهد مكملاً لدور الجامعات والكليات ولا يمكنه الحلول مكانها». وذكرت أن الهدف القيام بسلسلة نشاطات أبرزها: اعداد برامج تدريبية لمساعدة الخريجين، مساعدة المهنيين على تطوير قدراتهم، تشكيل جسر عبورٍ لملء الفراغ بين العالم الأكاديمي وعالم صناعة الإعلام، اعداد نشراتٍ ومؤلفات (سمعية - بصرية) ومطبوعات، تنظيم محاضراتٍ وحلقاتٍ دراسية، تكريم الإعلاميين المبدعين». وجددت شدياق «الثقة بالعدالة وبحكم المحكمة الدولية وبكل ما سيصدر عنها عاجلاً أم آجلاً». وتحدث الوزير متري عن مي شدياق التي «نمشي معها أحياناً ونمشي وراءها أحياناً كثيرة». وقال انها «تقدم لنا فرصة الأقدار عن طريق مؤسستها». وتناول الإعلام الحالي في نظرة نقدية مشيراً الى «مفارقة الوفرة في الإعلام أي وفرة الإعلام وندرة الانتباه». وقال: «حين يكبر حجم ما نتلقاه من خلال وسائل الإعلام يزداد التمييز صعوبة بين ما يستحق أن يعرف بجدية، أو بصدق أو يصدق أو يستأهل أن يحفظ، ومفارقة الوفرة انها تكمن في كثرة الآراء ومحدودية المعرفة في سرعة انتاج الأخبار والتعثر في التحقق من صحتها، في تعدد المصادر المعروفة والمجهولة، في الميل الى الإثارة والإفراط في توسلها، لاستمالة المشاهد أو المستمع فيتحول الى مستهلك لها ومتسل بها، من دون أن يصدقها أحياناً». وأضاف: «تكمن المفارقة في اتساع الحرية وضيق هامش الاستقلال، عن القوى سياسية كانت أم سواها التي ترى في الإعلام الحزبي وسيلة دعاية وتعبئة تزيد أو تنقص بحسب تطلبات الأحوال والأمزجة».