سيطر الهاجس الأمني على محادثات وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي أمس مع رئيس الوزراء الليبي على زيدان في القاهرة أمس. وكانت الحدود المصرية - الليبية شبه المغلقة حالياً شهدت عمليات ضبط من الجانب المصري للعديد من الأسلحة المهربة. ووفق بيان رسمي للداخلية المصرية تمكنت الأجهزة الأمنية بمنفذ السلوم البري من ضبط ثلاثة متهمين وبحوزتهم 195 بندقية آلية أثناء تهريبها إلى داخل البلاد. وكانت الخارجية المصرية حذرت المسافرين إلى ليبيا من استخدام المنافذ البرية وألزمتهم استخدام المطارات فقط. وتناول لقاء السيسي وزيدان أمس بحث تطورات الاوضاع والعلاقات الثنائية بين مصر وليبيا خلال الفترة الراهنة، ودعم مجالات التنسيق والتعاون الأمني والتشاور بين البلدين لتحقيق المصالح المشتركة لكلا الشعبين الشقيقين خلال المرحلة القادمة. وحضر اللقاء رئيس اركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والسفير الليبي في القاهرة. وكان رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي بحث مع زيدان الجمعة إعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس والقنصلية في بنغازي واللتين توقف العمل فيهما بعد اختطاف خمسة من أعضاء البعثة كرد فعل على توقيف رئيس غرفة عمليات ليبيا الشيخ سعيد هدية في مصر، جرت عقبها عملية إطلاق متبادل. وشدد الببلاوي وزيدان على أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين راسخة ولن تتغير، وأن الديبلوماسيين سيعودون عقب استقرار الأوضاع. وكان زيدان أجرى مباحثات أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، تناولت تطورات الأوضاع في ليبيا والاستحقاقات الخاصة ببناء مؤسسات الدولة وفي مقدمها انتخاب لجنة صياغة الدستور يوم 20 شباط (فبراير) الجاري. وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي في تصريح صحافي، إنه جرى الحديث عن التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي بروما يومي 6 و7 آذار (مارس) المقبل في شأن دعم ليبيا ومساعدتها في إعادة الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات، مشيراً إلى أن الجامعة ستشارك في المؤتمر بوفد رفيع المستوى برئاسة أمينها العام. وأضاف أن اللقاء تناول أيضاً التحضيرات لاجتماعات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية المقرر في بداية (مارس) المقبل والقمة العربية الدورية في الكويت بنهاية الشهر ذاته. وأشار إلى أن زيدان أطلع العربي على التطورات والجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والاستحقاقات القادمة، وبينها تشكيل لجنة إعداد الدستور. على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، حمدي سند لوزا، أن مصر تلقت دعوة رسمية للمشاركة في القمة الإفريقية - الأوروبية التي تعقد في بروكسل يومي 1 و2 نيسان (أبريل) المقبل. كما نفى لوزا صحة ما أذاعته بعض وكالات الأنباء من أن مصر لم تشارك في اجتماعات مجلس السلم والأمن الإفريقي والذي عقد على هامش القمة الإفريقية الأخيرة في أديس أبابا. وكانت القاهرة احتجت على عدم توجيه واشنطن الدعوة إليها لحضور القمة الإفريقية الأميركية. وقال لوزا، في مؤتمر صحافي عقده حول نتائج مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمجلس السلم والأمن الإفريقي بأديس أبابا، «إن مصر شاركت في الاجتماعات بناءً على دعوة رسمية من الاتحاد الإفريقي، لإطلاع الدول الإفريقية على تطورات الأوضاع في مصر». وأكد أن دعوة مصر للاتحاد الإفريقي ما زالت قائمة إذا رغب في متابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي ستعقد بنفس روح الشفافية والنزاهة والانفتاح الذي شهده الاستفتاء على الدستور الذي أجري يومي 14 و15 كانون الثاني (يناير) الماضي.