حذرت المعارضة الأوكرانية السبت من أن الجيش يمكن أن يتدخل لتفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة وذلك قبيل لقاء سيعقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ميونيخ مع قادة المعارضة. ويأتي هذا التحذير بعد ساعات من تصعيد الجيش لهجته للمرة الأولى في هذه الأزمة التي تغرق فيها البلاد، داعياً الرئيس فيكتور يانوكوفتيش الى إتخاذ تدابير عاجلة لإعادة الإستقرار. وحذرت المعارضة الأوكرانية الأوروبيين بانه "من المرجح جداً" أن يتدخل الجيش لتفريق المتظاهرين الذين يعتصمون في كييف منذ اكثر من شهرين. وفيما تزايدت المخاوف من أن تكون السلطات تستعد لسحق التظاهرات، قال كيري أن الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي "يقفان الى جانب الشعب الأوكراني". وقال وزير الخارجية الأميركي في خطاب ألقاه أمام مؤتمر ميونيخ حول الأمن "أنهم يناضلون من أجل حق التقارب مع شركاء سيساعدونهم على تحقيق تطلعاتهم. ويعتبرون أن مستقبلهم لا يعتمد على دولة واحدة" وذلك في إشارة إلى روسيا، الموقف الذي يُعتبر الأقوى من جهة واشنطن تأييداً للمعارضة الأوكرانية. وأضاف كيري أن "الغالبية الساحقة للأوكرانيين تريد العيش بحرية في بلد آمن ومزدهر"، وأن التطلعات التي يسعى إليها المعارضون "تُخنق عبر مصالح أعضاء طبقة مهيمنة فاسدة، يستخدمون المال لإسكات المعارضة ولشراء رجال سياسة ووسائل الإعلام، وإضعاف إستقلالية القضاء وحقوق المنظمات غير الحكومية". وسيلتقي كيري خلال جولته قادة آخرين من المعارضة بينهم بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو. من جهته، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت، بإنتقادات مسؤولي الإتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة للنظام الأوكراني مشدداً على أنه يتوجب عليهم خصوصاً إدانة "عنف" المتظاهرين. وتساءل لافروف في المؤتمر حول الأمن المنعقد في ميونيخ "بماذا يرتبط التشجيع على تظاهرات الشارع التي تتزايد عنفاً، بالترويج للديمقراطية؟". وأعلن الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "روسيا لن تتدخل في الوضع القائم في اوكرانيا" حيث أسفرت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للاتحاد الاوروبي عن مقتل خمسة أشخاص. وتحدث سيرغي غلازييف أحد مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "انقلاب" تنفذه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، معتبراً أن على الرئيس الأوكراني أن "يقضي على المعارضة إذا لم يريد خسارة السلطة". وقد أبلغ أحد قادة المعارضة ارسيني ياتسينيوك، مسؤولين أوروبيين بينهم وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون خلال لقاء عقده معهم في ميونيخ "حول مخطط مرجح جداً للسلطة لإستخدام القوة، بما يشمل مشاركة الجيش". وبعد شهرين من ازمة غير مسبوقة تثير قلقا متزايدا في الخارج، طالب الجيش الأوكراني الجمعة بإتخاذ تدابير عاجلة مؤكدً أن "تصعيد حركة الاحتجاج يهدد وحدة أراضي هذه الجمهورية السوفياتية السابقة". ولم تعرف بعد طبيعة التدابير التي طالب الجيش بفرضها، لكن أجهزة الإستخبارات أعلنت مساء الجمعة أنها فتحت تحقيقاً في "محاولة الإستيلاء على السلطة" بعدما أطلعت على الخوادم التي ضُبطت في كانون الاول (ديسمبر). وأعرب البيت الأبيض الجمعة عن "إنزعاجه" من أعمال التعذيب التي كشف معارض للسلطة الأوكرانية تعرضه لها خلال أسبوع. وصرح المتحدث بإسم البيت الأبيض جاي كارلي أن واشنطن "قلقة للغاية" بسبب تزايد التقارير حول اختفاء محتجين وتعرضهم للضرب، والهجمات على الصحافيين خلال الأزمة السياسية في أوكرانيا وكذلك بسبب المؤشرات على أن قوات الأمن التابعة للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ضالعة في ذلك.