لا صوت يعلو على صوت جماهير الهلال والنصر التي تتجه أنظارها الليلة صوب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، والذي سيحتضن نهائي كأس ولي العهد بين الفريق الأزرق والفريق الأصفر مساء اليوم (السبت) في كرنفال رياضي كبير يأتي في صورة خاصة لكونه يجمع الغريمين التقليديين. ويحمل الفريقان طموحات كبيرة للظفر بكأس البطولة الغالية، وخصوصاً النصر الذي غاب عن اللقب أكثر من 40 عاماً، بعكس حال منافسه صاحب الألقاب الستة الأخيرة المتتالية، إضافة إلى حمله الرقم الأعلى في تحقيق اللقب بواقع 12 بطولة. الهلال تأهل للمباراة النهائية بعدما تغلب على الشعلة في دور ال16 بأربعة أهداف في مقابل هدف، ثم تجاوز الرائد بهدف من دون رد في دور الثمانية، قبل أن يقصي الفتح في نصف النهائي بهدفين من دون مقابل، أما النصر فكسب نجران في دور ال16، ثم تغلب على الخليج بثلاثة أهداف في مقابل هدف قبل أن يتجاوز العقبة الأصعب في نصف النهائي أمام الشباب بهدف من دون رد. المباريات الختامية التي لا تخضع لأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، وتحظى عادة بتركيز واضح في الجوانب التكتيكية تسيطر على مجريات اللعب، في ظل حرص المدربين على تحقيق الانتصار بغض النظر عن المستوى الفني، وهو ما تخرج معه تلك المباريات في الغالب بعيدة من طموحات الجماهير في ظل الانضباط التكتيكي والتحصينات الدفاعية التي تخفي الاستعراضات الفردية والمهارات التي ينتظرها المتابعون، غالباً ما يكون الصراع محموماً بين المدربين للاستفادة من كل إمكانات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، والتحضيرات الفنية كانت على أشدها في الأيام الأخيرة، فتسابق المدربان على تجهيز العناصر للمباراة الأهم، فمدرب النصر ادّخر بعض الأسماء في الشوط الأول في المباراة الدورية الأخيرة أمام الفتح، فيما لم تخدم الظروف المدرب الهلالي لادّخار العناصر المهمة، لكونه خاض مواجهة في غاية الأهمية للبقاء في دائرة المنافسة على لقب الدوري أمام التعاون. الهلال حامل اللقب عانى كثيراً في الآونة الأخيرة، سواء على المستوى الفني أم الإداري، إذ مايزال يفتقد هويته الفنية منذ انطلاق منافسات الموسم الجاري، وعلى غير العادة تبدو جماهيره غير واثقة بقدرات اللاعبين على كسب الرهان، وخصوصاً أنه ظهر بصورة مهزوزة غلفتها الفوضى العارمة بين خطوطه في المباريات السابقة عدا مباراة أو مباراتين، إلى جانب الغياب المخيف لروح اللاعبين، فهناك أسماء كانت مع بداية الموسم تمثل طموحات الجماهير تراجع مستواها الفني في الفترة الأخيرة، وبات الفريق يعاني كثيراً على مستوى الأطراف، فياسر الشهراني يفشل في القيادة السليمة للهجمة، بل ويخيب الآمال في تمرير الكرات العكسية والبينية، وأصبح عالة في معظم الأحيان على الخطوط الزرقاء، كما أن حال الزوري لا تختلف كثيراً عن زميله الشهراني. طموحات المدرب سامي الجابر تعانق عنان السماء لتدوين اسمه في السجل الذهبي للفريق، ومتى ما أحسن التعامل مع قدرات لاعبي الوسط الهائلة فسيكون قريباً جداً من تحقيق طموحاته، ومن المنتظر أن يثبت الجابر اللاعبين سعود كريري والإكوادوري كاستيلو في محور الارتكاز، ووجود البرازيلي الرائع نيفير أمامهما مهاجماً ثانياً خلف المهاجم الوحيد ناصر الشمراني، مع تحرك سالم الدوسري في الطرف الأيمن ونواف العابد في الطرف الأيسر، ولا شك في أن تألق الحارس الشاب حسين شيعان أزاح عبئاً كبيراً أقلق الهلاليين كثيراً عندما كان يتناوب عبدالله السديري وفايز السبيعي على حماية العرين الهلالي. دكة الاحتياط الهلالية التي دعمت الفريق على مدى الأعوام الماضية لم تعد تمتلك البدلاء القادرين على قلب الموازين وتحويل مسار السيطرة، باستثناء عبدالعزيز الدوسري في حال حضوره كما يجب ذهنياً وبدنياً. وعلى الطرف الآخر، تنتظر الجماهير النصراوية أن يحقق المدرب الأوروغوياني كارينيو ما عجز عنه المدربون السابقون كافة خلال الأعوام الطويلة جداً، ومتى ما حقق الفوز وظفر بالبطولة فسيدوّن اسمه بحروف من ذهب في سجل الفريق الأصفر، والمعطيات تؤكد أن الفرصة مواتية للأوروغوياني للظفر باللقب بسهولة، في ظل تأرجح مستويات الخصم، إلى جانب النشوة الكبيرة التي يعيشها الفريق النصراوي في الفترة الأخيرة، إذ بات من الصعب جداً التغلب عليه في أي ظرف، إذ مازال يحتفظ بصدارة ترتيب الدوري من دون أية هزيمة. لاعبو النصر يثبتون يوماً بعد يوم أنهم الأجدر بإعادة جزء من الماضي الجميل، وخصوصاً أن صفوفهم تمزج بين الوجوه الشابة وعناصر الخبرة، إذ يمتلك الفريق خط وسط نارياً، بوجود الشاب المميز يحيى الشهري، وإبراهيم غالب وشايع شراحيلي وهم ثلاثي يقوم بالأدوار الدفاعية والهجومية في أكمل وجه، ما يجعل الهجمة في غاية الضراوة، إلى جانب الصلابة الدفاعية، ولا شك في أن المخضرم حسين عبدالغني يمثل ثقلاً كبيراً في الخريطة الصفراء، فهو لاعب مؤثر في الشق الهجومي، ومعظم الغارات الصفراء تنطلق من قدميه، إلى جانب الخطورة البالغة التي يشكلها المهاجم محمد السهلاوي الذي تربطه علاقة حميمة مع الشباك الهلالية. من الصعب وصف أي من الخطوط الصفراء بالضعف أو التواضع، لذا تصب المعطيات كافة التي تسبق صافرة البداية لمصلحته، فتعطي النصر أحقية تحقيق اللقب ما لم تكن لدى الهلاليين كلمة أخرى على أرض الميدان، ويتغلب على ظروفه كافة.