يتحدد طرفا نهائي كأس ولي العهد مساء اليوم، عندما يستضيف الفتح نظيره الهلال في نصف نهائي البطولة، فيما يلتقي الشباب والنصر في المباراة الثانية. الشباب - النصر مواجهة صعبة جداً لكلا الطرفين، لن تخلو من الإثارة والندية في ظل التنافس المحموم بين الفريقين، ولا شك في أن أحداث المباراة السابقة ستكون حاضرة، فالشباب يتطلع إلى الثأر ورد الاعتبار، فيما ينشد النصر تأكيد علو كعبه على الفرق كافة هذا الموسم، بعد أن حافظ على سجله من دون أية هزيمة طوال المواجهات السابقة. الشباب تجاوز فريق الباطن في دور ال32 بثلاثة أهداف في مقابل هدف، ثم كسب القادسية بهدفين لهدف، والتعاون بثلاثة أهداف في مقابل هدف، ويتطلع المدرب البلجيكي فيريرا إلى مواصلة الحضور القوي في المسابقة، وتحقيق اللقب الغائب لأعوام طويلة عن خزائن الليث، وعلى رغم نتائج الفريق التي لم تلامس طموحات الجماهير في منافسات الدوري، إلا أن الكتيبة الشبابية زاخرة بالأسماء القادرة على قيادة الفريق لتعويض الإخفاقات السابقة وتحقيق كأس البطولة، ويكفي وجود أسماء بقامة البرازيليين فرناندو ورافينيا، إذ يشكلان قوة جبارة في منتصف الميدان، وبدأ الأخير يقدم مستويات كبيرة جداً، ومن المنتظر أن يبني المدرب مخططاته الفنية على تحركات رافينيا وفرناندو وكذلك الفلسطيني عماد خليلي الذي ظهر في صورة رائعة في المباراة الدورية الأخيرة أمام الفيصلي متوجاً مستواه بهدفين. المدرب الشبابي يملك حلولاً هجومية عدة، ومتى ما تم تحرير ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله الأسطا من القيود الدفاعية، فستكون الهجمة في غاية الضراوة، وتظل الهفوات في الخطوط الخلفية تقلق الجهاز الفني، والتي تسببت في فقدان العديد من النقاط السهلة التي كانت تبدو في متناول اليد. وعلى الطرف الآخر، يدخل النصر بنشوة تصدر فرق الدوري والتغلب في المباراة الدورية السابقة، ويمني المدرب الأوروغوياني كارينيو النفس بمواصلة تحقيق الإنجازات والعبور بالفريق إلى النهائي الكبير سعياً إلى تحقيق البطولة الغائبة لزمن بعيد جداً، وتبدو الصفوف الصفراء مكتملة تماماً وفي أحسن أحوالها في الأعوام العشرة الأخيرة. النصر يملك أجندة مزدحمة، سواء على أرض الميدان أم دكة الاحتياط، ويكاد يكون الفريق الوحيد الذي لا يتأثر بالغيابات لوجود العناصر الجاهزة في المراكز كافة، وتمتاز خطوطه بالأداء الجماعي واللياقة البدنية العالية جداً، ما صعب مهمة الخصوم في مجاراة النصر على أرض الميدان طوال ال90 دقيقة، ولا مجال للحديث عن مكامن القوة في الفريق الأصفر، والذي يكاد يخلو تماماً من أي تواضع أو ضعف في جميع مراكزه. الفتح - الهلال يتسلح الفتح بالأرض والجمهور بحثاً عن إنجاز جديد يضمه إلى بطولة الدوري والسوبر في الموسم الماضي، والفريق تجاوز أصعب محطتين عندما أقصى الاتفاق من دور ال16 ثم ألحق به الأهلي في ربع النهائي، والمدرب التونسي فتحي الجبال يدرك أن المهمة لن تكون سهلة أمام فريق بقامة وتاريخ الهلال، ما يجعله لا يتردد في تحصين الخطوط الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، ومحاولة الاستفادة من الهجمات المرتدة التي يجيد تنفيذها البرازيلي الرائع خوزيه إلتون إلى جانب حمدان الحمدان وحسين المقهوي ومن أمامهم الكونغولي دوريس سالمو، ولا شك في أن خط الدفاع يعد الأضعف بعد غياب السنغالي كيمو سيسوكو الموسم الحالي للإصابة. وعلى الجهة الثانية، يدخل الهلال الموقعة بصفته صاحب نصيب الأسد من الألقاب، إذ حصد 12 بطولة، حاملاً اللقب في النسخ الست الأخيرة، ما يجعل الحمل كبيراً جداً على المدرب سامي الجابر لمواصلة الاحتفاظ باللقب، وعلى رغم تأرجح الأداء الهلالي هذا الموسم من مباراة إلى أخرى، إلا أن الجابر لديه العديد من الحلول للعودة ببطاقة التأهل متى ما أحسن التعامل مع قدرات اللاعبين، ويكفي وجود البرازيلي نيفيز وسالم الدوسري ونواف العابد وعبدالعزيز الدوسري وناصر الشمراني في القائمة الزرقاء، وهي أسماء يتمناها أي مدرب في المواجهات الكبيرة، خصوصاً أن خطوط المؤخرة تحسنت أحوالها كثيراً بعد التعاقد مع الكوري كواك والبرازيلي ديغاو.