وصف المستشار القضائي الخاص المستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الشيخ صالح سعد اللحيدان، سلوك رجال الأمن في المقطع المصور، أثناء تأديتهم مهام عمل كانوا يقومون بها في بلدة العوامية (محافظة القطيف) ب»الاختراق الجريء والأحمق للعملية الأمنية». وعزا ذلك إلى «سوء الخلق فيما يتعلق في التربية المبكرة للقيم والأخلاق والآداب». وقال اللحيدان، في تصريح إلى «الحياة»: «الصورة التي انتشرت مسيئة لرجل الأمن»، واصفاً ذلك ب «الاختراق الجريء والأحمق للعملية الأمنية، التي كان الأولى بهم أن يتعاضدوا معها، وأن يكونوا يداً واحدة»، مضيفاً «أن هذا يدل على أنه غُرّر بهم، أو أنهم ينهجون نهج «الاصطياد في الماء العكر». ومن ناحية شرعية، أوضح المستشار القضائي الخاص أن في المقطع «سوء معاملة للنفس. لأن الشريعة أمرت بحفظ الضرورات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال»، معتبراً ما ذكروه من ألفاظ ومفردات وعبارات «بذيئة وممنوعة شرعاً»، مضيفاً أن «ذلك يدل عن أن تصرف هؤلاء جاء من منطلق ذاتي، وليس أنهم مدفوعون إلى هذا الشيء، الأمر الذي تمنعه الشريعة الإسلامية». وشدد اللحيدان، على أن «مثل هذه الجماعة لا تستأمن لهم حرمة في الوطن، الذي نظر إليهم نظرة اعتبارية وأخلاقية وعلمية». وقال: «نرجو من المسؤولين أن يضبطوا هذه المسألة بمعايير أخلاقية وأدبية وشرعية عليا». بدوره، أنكر مصدر قضائي سلوك رجال الأمن في المقطع، مؤكداً أنها «حال فردية، لا تمثل سلوك جهة معينة». وقال المصدر في تصريح إلى «الحياة»: «إن التصرف المشاهد في المقطع المتداول لا يصدر عن عاقل»، مؤكداً أن هؤلاء «أساؤوا استخدام السلطة، إذ إنهم قاموا بتصوير موقع أمني حساس. وهذا أمر في غاية الخطورة من الناحية الأمنية، إضافة إلى ذلك ذكر حالهم، وأنهم يعيشون في حال من الخوف والرعب. وهذا أمر يعطي انطباعاً غير إيجابي تجاه المواطنين من ناحية فرض هيبة رجال الأمن». وأشار المصدر إلى ما ذكر من «ألفاظ ساقطة، لا تمثل رجال الأمن. وإنما تمثل شخص المتحدث»، مردفاً أنه «بناء على ما سبق؛ يجب أن يُحال جميع من في المقطع إلى هيئة الرقابة والتحقيق، وبالتالي إلى المحكمة، لنيل العقوبة المناسبة لما قام به كل واحد منهم». يذكر أن عدداً من المغردين، تداولوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، مقطعاً مصوراً لرجال أمن يتفوهون بكلمات «نابية» خلال مهمة عمل يقومون بها في بلدة العوامية. ويظهر في المقطع الذي تصل مدته إلى دقيقتين و37 ثانية، عربة أمنية، تسير في الطريق الرئيس لبلدة العوامية، ثم تنعطف في شارع فرعي يؤدي إلى مركز الشرطة، ويتخلله تعليقات من مُصوِّر المقطع حول ما يراه، وحين يرى سيدة تمشي في الطريق يتفوه بكلمات «نابية»، تمتنع «الحياة» عن نشرها، بسبب «بذاءة» مضمونها.