في شارع الممشى الكائن في جنوب حي الأمير عبدالمجيد النموذجي (جنوبجدة) امتدت على جنباته البسطات التي انقسمت إلى قسمين، إذ أشرفت إحدى الشركات على القسم الأول منه، وتم بناء أكشاك خاصة بهن، إضافة إلى استخراج التراخيص، ليتم بعد ذلك تسليم المشروع إلى الأمانة التي تشرف حالياً على النصف الآخر منه. وأشارت أم سعود (إحدى البائعات) في «سوق الحريم» إلى أن بداية السوق كانت بسيطة جداً، إذ كانت عبارة عن عدد من النساء اللاتي يبعن بعض المأكولات الشعبية، ومن ثم أصبحت السوق مزدهرة وتوفر الكثير من حاجات المرأة، في حين كان البعض يأتي لممارسة رياضة المشي أو التنزه، ما جعل النساء يحضرن بعض المأكولات الشعبية بحجة الضيافة في البداية، ثم تطورت إلى البيع والشراء، ومن ثم تحول المكان إلى مشروع متكامل. من جهتها، أفادت أم عبدالرحمن الشهري (إحدى البائعات) بأن حالة السوق جيدة من ناحية البيع والشراء، إذ مكن النساء من الاستفادة من أوقاتهن ومهاراتهن، وسد عوزهن المادي، خصوصاً أن السعوديات يبرعن في الطبخ، صناعة البخور، الخياطة، وبعض الطقوس الشعبية، وهذه السوق تجني لهن المال. وقالت أم عبدالرحمن إن السوق لا تزال صغيرة، وهي بحاجة إلى دعم من الجهات المختصة لتكبر، وتساعد النساء على الاستفادة من أوقاتهن، وتكون مصدر رزق لهن يساعدهن على بيع منتجاتهن فيها»، مضيفة «هذا المكان جعلنا مترابطين جداً، وحوّل تجارتنا إلى مجتمع صغير تعرف كل واحدة فينا الأخرى، وتحرص على السؤال عنها والوقوف بجانب بعضنا البعض، وقد نختلف أحياناً، إلا أننا أصبحنا أكثر من الأخوات فيها». تطورت البسطات النسائية التي كانت في البدايات إلى مجموعة من «الأكشاك»، وأصبحت معروفة في المنطقة باسم «سوق الحريم»، وتعمل فيها نساء سعوديات، يضفن إلى منتجات السوق مجموعة من الأكلات الشعبية، ومجموعة أخرى من الإكسسوارات، الشنط، الماكياج، الحناء، وغالبية ما تحتاج إليه المرأة، إذ إن أكثر ما يتم بيعه في السوق هو من صناعة أيديهن، كما أن السوق تعد متنزهاً لنساء الحي، لارتباطها بالممشى المخصص لهن. ومع مرور الوقت، أصبح هذا الممشى مزاراً يقصده النساء حتى من خارج الحي، وتأتي تسمية هذه السوق ب «سوق الحريم» بسبب أن كل من يبعن ويشترين فيها من النساء فقط، إذ لا وجود للرجال فيها، بيد أنها أصبحت معلماً بارزاً في حي الأمير عبدالمجيد النموذجي. وتشير أم سارة الشهراني (إحدى الزائرات) إلى أن «هذه السوق كانت فكرة جميلة ومثمرة، كونها مكاناً آمناً للتسوق وتنزه الأطفال، لوقوعها في الممشى الذي أصبح خاصاً للنساء فقط، وهو أحد الأسباب التي تجعل منه هدفاً للزيارة اليومية والتنقل بين الأكشاك، لمشاهدة الجديد، وشراء بعض المنتجات التي تختص بالمرأة، وتستطيع إعدادها بمهارة»، متمنية أن يتطور هذا المشروع ويمتد، بسبب الفائدة التي عادت على غالبية من يبعن فيها، ولكن عدم وجود دورة مياه عامة للنساء فيها تعد من أبرز المشكلات التي تعاني منها البائعات وحتى الزائرات. وأكدت أم سارة توسع النساء في كل فترة في المعروضات والبضائع، كما هو ملاحظ، إذ تتنوع المنتجات بين البخور، العطور، الحناء، وبعض الحلوى، إضافة إلى بيع قطع الأثاث المستخدمة من مفارش يتم إصلاحها، الأدراج والدواليب، الأواني الشعبية التي تأتي من خارج المنطقة، وبيع بعض المقتنيات النادرة فيها.