يطلق القسم النسوي في برنامج «الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب» السبت المقبل، برنامجاً تدريبياً متكاملاً للعاطلات عن العمل، بهدف تأهيلهن في مجال الحرفيات، وتوسيع مداركهن في العمل الحرفي، من خلال تصنيع منتجات يدوية وحرفية، تقتصر في البداية على الأغراض المنزلية. وأوضحت مديرة القسم النسوي في البرنامج منى الطعيمي، في تصريح إلى «الحياة»، أن البرنامج الذي يستمر شهرين، «تشارك فيه 30 فتاة من مختلف شرائح المجتمع. ويهدف إلى إيجاد حلول لمشكلة البطالة، في ظل ارتفاع عدد الخريجات ونقص الوظائف». وأضافت «سيكون البرنامج مُعتمداً، ليتم توظيف الفتيات، ويصبحن مُدربات في جمعيات ومراكز تعمل في مسار الإنتاج الحرفي». وأرجعت الطعيمي، فكرة إقامة البرنامج إلى «دراسة شملت عدداً من الشركات في المنطقة الشرقية، حول نسب التوظيف، التي اتضح أنها بلغت اثنين في المئة، ويتم التوظيف فيها كل ثلاثة شهور». وأضافت أن هذا الأمر «يستدعي إقامة برامج مُكثفة لتنمية قدرات الفتيات، خصوصاَ أن هناك أعداد كبيرة من الخريجات يبحثن عن وظائف. فيما تعلن الشركات عن وظائف نسائية لا تتناسب مع شهادات الخريجات، كالوظائف الأمنية، أو القيام بمهام الطباعة، وغيرها». وأبانت أن حل هذه الإشكالية «يتطلب حراكاً اجتماعياً من قبل المؤسسات المعنية، لمعالجة المشكلة، فهناك فتيات اتجهن إلى أخذ قروض، للبدء في مشاريع صغيرة، وأخريات اتجهن للعمل الحر، أو وظائف بسيطة. إلا أن بعضهن غير قادرات على المواصلة، بسبب عدم الحصول على رد ايجابي، فكان الأولى تنمية قدراتهن الذاتية، وتأهيلهن لدخول سوق العمل». كما يعتزم القسم النسوي، تنفيذ معرض من إنتاج المشاركات في البرنامج، تحضره شخصيات نسائية ورئيسات الجمعيات والمراكز التي تهتم في تنمية مسارات الحرف اليدوية، لتسويق المنتجات، والمشاركة في المعارض التي تقام. وأفادت الطعيمي أن الفتيات «خضعن لمقابلات شخصية لا بد من اجتيازها، لمعرفة مدى رغبتهن في العمل، ومدى استعدادهن لدخول السوق، والأسس التي يقوم عليها الإنتاج الحرفي اليدوي، لمعرفة مدى جديتهن في العمل، بهدف أن يكن منتجات». وحول آلية التدريب، قالت الطعيمي: «تقوم مجموعة من المدربات المتخصصات في الأعمال الحرفية، بتدريبهن على العمل، ليتم إنتاج مُنتج واحد أسبوعياً، يكون موحداً للمتدربات كافة، لخلق التنافس فيما بينهن، باعتبار أن التنافس هو الطريق إلى الجودة في الإنتاج والعمل». وتتضمن أسس البرنامج، «كيفية استمرارية العمل والاحترافية فيه، وإيجاد التعاون مع الشركات لتسويق المنتج. كما سيتم ترشيح أفضل عمل يدوي في المعرض، الذي يحصل على أعلى نسبة جودة، لتشجيع الفتيات على إدخال تحسينات على المنتج، لطرحه في الأسواق». يُشار إلى أن عددًا من الدراسات كشفت عن إحصاءات وأرقام «تفاؤلية» لواقع ومستقبل قطاع الحرف والمشغولات اليدوية، وهو ما قد لا يدركه عدد من الفتيات اللاتي يتجهن إليها «هرباً من الروتين»، وليس لتحقيق ناتج محلي وتشجيع الاستثمار. وكشفت إحدى الدراسات أن «قطاع الحرف سيشكل مستقبلاً، 20 في المئة من النشاط السياحي». فيما تشير الدراسات التي أجريت حول المملكة إلى أنه «أمكن حصر مئتي بند من واردات المملكة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً في الحرف والصناعات اليدوية، وأن متوسط قيمة واردات المملكة منها خلال الأعوام الأخيرة بلغ نحو 1.5 بليون ريال سنوياً، وذلك يسهم في تطوير قدرات الحرفيين ومهاراتهم، وتدريب أجيال ناشئة، وتشجيع الاستثمارات في الحرف اليدوية».