تستعد فتيات سعوديات، للالتحاق بدورة تدريبية في مجال النجارة، تمهيداً لدخول سوق العمل في هذه المهنة التي كانت مقتصرة على الرجال، وغالبية من يشغلونها من العمال الأجانب. بيد أن تزايد وطأة «هاجس البطالة النسائية»، التي قدرها نائب وزير العمل الدكتور عبد الواحد الحميد، بنحو 28.4 في المئة، دفعت مركز «الأميرة جواهر لمشاعل الخير»، إلى وضع خطة تدريبية، تضمنت تأهيل الفتيات السعوديات في مجالات مهنية عدة، بينها النجارة. وقالت مديرة المركز بدرية العثمان، ل «الحياة»: «إن الخطة الحالية للمركز تسعى لتأهيل الفتيات، وتدريبهن ومن ثم إلحاقهن بسوق العمل، من خلال توظيفهن في الأقسام النسائية في المصانع، التي رحبت بفكرة تشغيل السعوديات»، لافتة إلى أن هناك «نسبة إقبال جيدة على المهن الجديدة والفرص الوظيفية المنوعة». واعتبرت العثمان، هذه البرامج التدريبية، «نقلة نوعية حديثة في المجتمع السعودي، الذي يتطلع إلى القضاء على البطالة، والتخلص منها، وتمكين المرأة اقتصادياً، وتأهيلها، بما يتوافق مع توصيات من صاحبة المركز الأميرة جواهر بنت نايف». وأضافت أن «مسارات الدورات تطمح لتمكين المرأة من مجالات جديدة، تساعدها على التخلص من المشكلات التي تعاني منها، خصوصاً الفتيات من الأسر المحتاجة التي كانت الجمعيات تقدم لها مساعدات مالية. إلا أننا بدأنا منذ سنوات، تدريب أبناء هذه الأسر، وإلحاقهم ببرامج تنموية، وحرفية، وتوفير الفرص كافة لهم، بحسب حاجات المجتمع»، متوقعة أن يكون الالتحاق بهذه الدورة «عالياً، لأن المركز يعمل سنوياً، على تدريب نحو 600 فتاة، وتسعى خطتنا المقبلة لرفع أعداد المتدربات، بعد أن حقق برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف نسبة نجاح كبيرة، جنت الفتيات فوائدها التي لا تحصى». ويعقد مركز «مشاعل الخير»، السبت المقبل، ملتقاه السنوي ال11، الذي يتضمن معرض «مشاعل غاليري»، لعرض انجازات المركز، والبرامج التدريبية التي تم تنفيذها. وقالت العثمان: «نقدم طوال العام دورات متنوعة، منها مهنية حرفية، وتجميلية. كما نفذنا دورة ساهمت في إلحاق فتيات بوظائف إدارية، وهي دورة «التواصل الإداري والتربية الفعالة»، وغيرها من الدورات التأهيلية التي تتيح للمتدربة خوض غمار المهنة بقدرات عالية». كما ستُعرض خلال الملتقى «المشاريع التي نفذتها المتدربات خلال العام الجاري، بعد تلقيهن تدريباً شاملاً وتأهيلاً يتناسب مع قدراتهن ورغباتهن». يُشار إلى أن جمعية «ود للتكافل والتنمية الأسرية»، كانت أنشأت فريق صيانة نسائي مؤهل للقيام بأعمال السباكة والصباغة لمدارس البنات والمشاغل النسائية، وغيرها من المؤسسات النسائية، في خطوة لمواجهة مشكلات الصيانة في هذه الجهات عند حدوث أعطال مفاجئة أثناء الدوام، إذ تضطر للانتظار إلى نهاية الدوام، حتى يدخل العمال من الرجال لإصلاح العطل. وحاولت الجمعية بهذه الخطوة كسر احتكار العمالة الوافدة من الرجال لهذه المهن، بتدريب 23 من الأمهات والفتيات اللاتي ترعاهن الجمعية، وتوفير مصدر رزق لهن من خلال أعمال الصيانة.