في خطوة غير مسبوقة، كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حاضراً في قاعة المؤتمر السنوي ل"معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" الذي يُخصص لبحث الملف الفلسطيني. جاء خطاب عباس بالصورة والصوت، عبر شاشة بثت مقابلة صحافية اجريت مع عباس، ويشرح فيها وجهة نظره من عملية السلام. وعرض ابو مازن أمام الإسرائيليين وجهة نظر الفلسطينيين من إتفاق السلام مؤكدا انه، في حال جرى تحقيقه، سيمنح إسرائيل إعتراف 57 دولة عربية وإسلامية، إعترافاً كاملاً مع إقامة علاقات ديبلوماسية بين إسرائيل وهذه الدول. ووضع عباس أمام الإسرائيليين أربعة بنود لتحقيق السلام، نصت على تأكيد رؤية حل الدولتين، على ان تضمن ان تعيش دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين على حدود 67 بأمن واستقرار، وأن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ومفتوحة أمام كل الأديان، وتجري فيها ترتيبات بين الطرفين، وتكون حدود الدولة الفلسطينية بيد الفلسطينيين وليس تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وحل قضية اللاجئين بموجب مبادرة السلام العربية، والتي تتحدث عن "حل عادل متفق عليه مع إسرائيل بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194". وفي توقعات ابو مازن، فإن المفاوضات التي تجري بين الطرفين ستنتهي بالاتفاق على فترة إنتقالية، لا تتجاوز السنوات الثلاث، يوجد خلالها طرف ثالث، والأنسب في رأيه، حلف الشمال الأطلسي، الذي ستكون مهمته مراقبة تطبيق الإتفاق والإلتزام به، على ان تنسحب إسرائيل خلال هذه الفترة في شكل تدريجي. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية عن ابو مازن تأكيده ان لا مشكلة لديه في لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في شكل فوري. ورأى ان الحل الذي يطرحه الفلسطينيون فرصة على الإسرائيليين عدم تفويتها. وبحسب ما نقلت الصحيفة الإسرائيلية، فإن ابو مازن أكد ان هناك اتفاقاً رسمياً مكتوباً مع حركة "حماس"، بموجبه توافق الحركة على إجراء مفاوضات بهدف إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وتوافق على المقاومة الشعبية غير العنيفة، وعلى تشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات". وذكرت "يديعوت احرونوت" ان عباس يرى ان حركة "حماس" لن تكون المشكلة، ويؤكد للإسرائيليين ان الإتفاق الذي سيوقع مع إسرائيل سيكون باسم الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات".