واصلت أمس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري استماعها إلى الضابط المتقاعد في إطفاء بيروت خالد طبيلي، واستمعت الى شاهد سري. ولا يزال في جعبة الادعاء 11 شاهداً. وحدّد طبيلي موقع الحفرة خلف إحدى سيارات موكب الحريري المحترقة القريبة من فندق «السان جورج» بإشارة حمراء على شاشة كومبيوتر، موضحاً أنه أتى مع عناصر الإطفاء من الجهة الشمالية للانفجار حيث يقع فندق «فينيسيا» ولا علاقة له بالجهة الجنوبية. وأضاف: «النيران لم تكن مندلعة داخل الحفرة بل كان فيها حطام سيارات». وأشار إلى اتساع الحفرة، وأن بعض الأشخاص يستطيعون المرور من مكان إلى مكان وليس السيارات. وقال ان «الحفرة ليست في وسط الطريق، هي قريبة جداً من مبنى السان جورج وبعيدة بعض الشيء من مبنى بيبلوس، أما قطرها وعمقها ومساحتها، فهذا ليس من عملي بل من عمل الأدلة الجنائية والأجهزة العسكرية». ولفت إلى «أننا كرجال إطفاء ليس من عملنا منع المدنيين من الاقتراب، بل هو من مهام العناصر الأمنية». ونفى طبيلي أن «يكون أحد من المعنيين الواصلين إلى الموقع تدخّل بشؤون عملنا أو أعطانا توجيهات». وقال: «عندما انتهينا من إخماد الحرائق شاهدت وزير الداخلية والمدير العام لقوى الأمن الداخلي آنذاك وقضاة وضباطاً وشخصيات». وعن ظهور شاحنة إطفاء تابعة للدفاع المدني في احدى الصور، أوضح طبيلي أن عناصر الدفاع المدني يساعدون فرق الإطفاء، إذا ما طلب منهم ذلك. واشار ان إخماد النيران وتبريدها استغرق حوالى 3 ساعات. وبعدها استجوبه محامي الدفاع عن مصطفى بدر الدين أيان إدوارد، مشدداً على الشرائط الصفر التي كانت تطوّق موقع الانفجار. ثم جرى استجواب الشاهد التالي وفق نظام المؤتمرات المتلفزة وهو شقيق احد الضحايا ويحمل الرمز PRH 427، بعد موافقة «الغرفة» على طلب الادعاء بالحصول على تدابير الحماية له، نظراً كما قال رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي ديفيد راي، «الى مخاوف امنية تتعلق بحياته الخاصة وعدم الاستقرار الامني في لبنان». وتبين من افادة الشاهد انه يعمل في صيدا وان شقيقه «يفرض عمله عليه التنقل دائماً في بيروت وهو خضع لعمليتين جراحيتين في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت ولم تنقذا حياته». ثم أعلن وكيل الادعاء ألكسندر ميلن عن «القيام بترتيبات لكي يصبح الشهود الباقون جاهزين اعتباراً من الاثنين المقبل». وأعلن القاضي راي قبول طلب الادعاء إفادة أحد الشهود خطياً لا شفهياً من دون استجواب مضاد. وكان رئيس مكتب الدفاع فرنسوا رو الموجود في بيروت زار امس، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام.