أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه لم يتم اتخاذ «أي إجراء بعد» من جانب الحكومة السورية لتسهيل وصول القوافل الإنسانية إلى حمص في وسط سورية أو للسماح للنساء والأطفال بمغادرة المدينة. وقال روبرت مارديني رئيس العمليات في الشرق الأوسط لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة «فرانس برس»: «حتى ظهر اليوم (أمس)، لم يتخذ أي إجراء ملموس للقيام بأية عملية من هذا النوع في أحياء حمص القديمة». وكان الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي أعلن موافقة الحكومة السورية على مغادرة المناطق المحاصرة في حمص، وذلك على هامش المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف. كما أعرب الإبراهيمي عن أمله في أن تدخل قوافل مساعدات إنسانية إلى هذه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، والمحاصرة منذ حوالى 600 يوم. إلا أن الناشطين أكدوا أن أية مساعدات لم تدخل إلى حمص القديمة بحلول بعد ظهر أمس، كما أن أياً من النساء أو الأطفال لم يغادروها. وقال ناشطون إن حوالى 200 امرأة وطفل، أي ما يمثل حوالى نصف النساء والأطفال في أحياء حمص القديمة، مستعدون لمغادرة هذه المناطق التي تحاصرها القوات السورية منذ أكثر من عام، مشيرين إلى أن نساء كثيرات منهن يرفض ترك أزواجهن بمفردهم. وقال الناشط أبو زياد لوكالة فرانس عبر الإنترنت: «حوالى 200 امرأة وطفل هم أكثر المتضررين نتيجة الحصار الذي تفرضه القوات النظامية، مستعدون لمغادرة حمص». وأضاف أبو زياد المقيم في أحد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة: «إن هؤلاء النساء والأطفال مستعدون للمغادرة بشرط الحصول على ضمانات من أنهم لن يتعرضوا للتوقيف على يد النظام». وأشار إلى أن الكثير من العائلات الأخرى «ترفض المغادرة رغبة منها في عدم ترك الرجال بمفردهم في المناطق المحاصرة». وقال أبو زياد: «إن القصف يستمر من دون توقف على أحياء حمص. الكثير من المنازل تشتعل، والناس ما زالوا يتعرضون للقتل». ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» يوجد حوالى ثلاثة آلاف شخص في الأحياء المحاصرة في حمص. وتشهد أطراف هذه الأحياء معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطاولها. وتعاني هذه الأحياء نقصاً حاداً في الأغذية والمواد الطبية، ما يجعل استمرار الحياة فيها تحدياً يومياً. ويقول أبو زياد: «إحدى السيدات التي تتوق إلى المغادرة، تتناول منذ أسابيع وجبة واحدة من حبات الزيتون يومياً. هي في حاجة لإرضاع طفلها، إلا أنها لم تعد قادرة على ذلك». ويضيف: «ثمة الكثير من القصص المأسوية هنا». ودانت منظمات إنسانية عدة الحصار على أحياء حمص القديمة، وطالبت طرفي النزاع السوري بتسهيل الدخول الفوري لقوافل المساعدات الإنسانية. وخلال مفاوضات اليومين الماضيين في جنيف، بحث الجانبان، الحكومي والمعارض، في موضوع إدخال مساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حمص القديمة وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام، إضافة إلى مصير آلاف المعتقلين والمفقودين منذ بدء النزاع. وحصل الإبراهيمي على وعد من السلطات السورية بالسماح للنساء والأطفال المحاصرين منذ أشهر في وسط حمص، بمغادرة المدينة. وقال الإبراهيمي: «إن الحكومة السورية أبلغتنا أن النساء والأطفال يستطيعون المغادرة فوراً»، مضيفاً: «هناك أمل بأنه اعتباراً من الغد، تستطيع النساء والأطفال مغادرة حمص القديمة». ولاحقاً، قال أحد الناشطين: «كنت معنياً مباشرة في العامين الأخيرين بعملية إخراج النساء والأطفال. لكن المجموعات المسلحة منعتنا ولم تسمح لأي شخص بأن يغادر». وطالب ناشطون في حمص أمس ب «ضمانات» بعدم قيام دمشق بتوقيف المدنيين الذين سمح لهم بمغادرة المدينة. وكانت المعارضة اعتبرت السبت أن حمص «بالون اختبار» للنظام، وأن رفضه دخول المساعدات إليها يعني أنه «يريد حلاً عسكرياً ولا يريد حلاً سياسياً». كما بحث الوفدان في قضية عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين في ثاني يوم من جلسات التفاوض ضمن «جنيف - 2». وقال الوفد المعارض إنه قدم قائمة بأسماء 2300 امرأة وطفل، آملاً في أن يتم «الإفراج عنهم فورا».