علمت «الحياة» أن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي سيُعلن في غضون يومين ترشحه لانتخابات الرئاسة المتوقعة في آذار (مارس) المقبل، فيما يوجه الرئيس الموقت عدلي منصور خطاباً اليوم يُتوقع أن يعلن خلاله تعديل خريطة الطريق لإجراء انتخابات الرئاسة أولاً على أن تعقبها انتخابات البرلمان التي سيُحدد منصور نظام إجرائها. وفي حين حوّل عشرات الآلاف من مؤيدي السيسي الذكرى الثالثة للثورة مهرجاناً لدعم وزير الدفاع، خصوصاً في ميدان التحرير الذي امتلأ بحشود رفعت صوره ولافتات تطالبه بخوض انتخابات الرئاسة، وقعت اشتباكات بين الشرطة من جهة وأنصار جماعة «الإخوان المسلمين» وقوى ثورية في مدن عدة سقط فيها 29 قتيلاً على الأقل. واعتبر مصدر قريب من السيسي أن وزير الدفاع حصل بتظاهرات أمس على «مسوغ ترشحه». وقال ل «الحياة»: «بعد هذا المشهد وقبله احتشاد الملايين أمام صناديق الاقتراع (في الاستفتاء على الدستور) لم يُعد هناك داعٍ للتمهيد لترشح السيسي للرئاسة. هذه الحشود أنهت المرحلة الانتقالية... وأصبح على السيسي الاستجابة لإرادة الشعب، فلم يعد هناك مجال لتحفظه». وكشف أن وزير الدفاع «عكف خلال الفترة الماضية على وضع البرنامج الانتخابي بواسطة مؤيديه على أن يتضمن المطالب الشعبية وطموحات الناس». وأوضح أن «البرنامج سيكون عبارة عن اتفاق بين السيسي والشعب المصري ليلتزم بتنفيذه في حال فوزه بالمقعد الرئاسي». وأوضح أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيعقد اجتماعاً بحضور كل أعضائه عقب إعلان الرئيس تعديل خريطة الطريق، للبحث في ترشح السيسي والترتيب لاختيار اسم خلفه وكذلك اسم رئيس الأركان، مشيراً إلى أن المجلس سيعرض على الرئيس الموقت اسم وزير الدفاع الجديد بعد إقراره واستقالة السيسي للترشح. وكانت جماعة «الإخوان» نظمت أمس مسيرات انطلقت من أمام عشرات المساجد في العاصمة والمحافظات تراوحت أعداد المشاركين فيها بالمئات، لتندلع مواجهات بين المتظاهرين من جهة والشرطة وأهالي مناطق عدة من جهة أخرى. كما اشتبكت الشرطة مع مسيرتين منفصلتين عن مسيرات «الإخوان» نظمتهما «جبهة طريق الثورة» و «حركة شباب 6 ابريل» أمس، قبل أن تعلن الجبهة انسحابها. وسقط 29 قتيلاً على الأقل في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في القاهرة والمنيا (صعيد مصر) والجيزة والإسكندرية، حسب وزارة الصحة. وعمد «الإخوان» إلى العنف بعدما اكتظت الميادين بمؤيدي السيسي، فأحرقوا إطارات سيارات لغلق طرق رئيسة وحطموا سيارات خاصة وأخرى تابعة للشرطة ومكاتب مرور في مناطق عدة. من جهة أخرى، استهدفت سيارة مفخخة معسكراً للأمن المركزي في محافظة السويس (120 كلم شمال شرق القاهرة)، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى. وقال مسؤول أمني ل «الحياة» إن «الانفجار نجم عن تفجير من بُعد لسيارة مفخخة كانت تقف في محيط المعسكر، ما خلف أضراراً في أسواره، وحفرة عميقة في الأرض وكسر خط المياه الرئيسي، إضافة إلى جرح خمسة أشخاص تصادف مرورهم». وجاء الحادث بعد ساعات من وقوع انفجار محدود لعبوة ناسفة زرعت إلى جوار معهد مندوبي الشرطة في حي عين شمس في شرق القاهرة من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. إلى ذلك (أ ب) دعا زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في تسجيل تداولته مواقع أصولية أمس أنصاره في مصر إلى عدم مهاجمة المسيحيين. وقال: «يجب ألا ننشغل بمقاتلة المسيحيين، رغم مساعدة البابا تواضروس رأس الكنيسة (القبطية) في إزاحة (الرئيس المعزول محمد) مرسي، لأن الانشغال بمقاتلة المسيحيين لا يصب في مصلحة المسلمين، فعلينا الآن تأسيس حكومة إسلامية وإزاحة الانقلاب الأميركي». وأضاف: «يجب ألا نسعى إلى حرب مع المسيحيين تعطي الغرب عذراً للوم المسلمين كما حدث من قبل». وهاجم السيسي في شدة، معتبراً أنه «مرتزق وخائن»، كما انتقد مرسي الذي اعتبر أن سقوطه بسبب «تعاونه مع العلمانيين واستسلامه للأميركيين» واعترافه باتفاق السلام مع إسرائيل.