انطلقت أمس السبت في مصر تظاهرات مؤيدة لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الرجل القوي في البلاد والمُرجَّح ترشحه لانتخابات الرئاسة، وأخرى معارِضة في الذكرى الثالثة لثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك. وقُتِلَ أربعة أشخاص في اشتباكات تخللت التظاهرات المعارضة وأصيب 15 آخرون، بحسب وزارة الصحة المصرية التي قالت إن اثنين قُتِلَا في محافظة المنيا وواحداً في الجيزة وآخر في القاهرة، فيما أفادت مصادر طبية أن عدد القتلى ارتفع إلى تسعة. على الصعيد السياسي، أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيانٍ أن الرئيس المؤقت عدلي منصور «سيلقي كلمة مهمة للأمة» اليوم الأحد. ومنذ إقرار الدستور المصري الجديد الأسبوع الماضي، يُنتظَر أن يصدر منصور قراراً بتحديد ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية أم التشريعية ستجرى أولاً وتحديد موعدهما. وقال مسؤولون حكوميون إن الانتخابات الرئاسية ستسبق على الأرجح التشريعية. تجمع الآلاف في ميدان التحرير حاملين صور السيسي وأعلام مصر ومطالبين وزير الدفاع بالترشح رئيساً للبلاد، فيما تم تفريق إحدى التظاهرات المعارضة في القاهرة بقنابل الغاز وطلقات من بنادق صيد. وتدخلت الشرطة بعد دقائق من تجمع عدة مئات من المتظاهرين يضمون منتمين للإخوان ونشطاء شباب غير منتمين لتيارات إسلامية في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين في القاهرة. وينتمي غير المنضمين لتيارات إسلامية الذين شاركوا في المسيرة إلى حركة تطلق على نفسها اسم «جبهة طريق الثورة» تعارض عودة الإخوان المسلمين أو بقايا نظام مبارك إلى السلطة. وفي ميدان التحرير، كانت فرقة موسيقية تابعة للشرطة تعزف أناشيد وطنية في أجواء احتفالية» بينما كانت الحشود تلوح بالأعلام المصرية كما شكل بعضهم حلقات للرقص. واتُخِذَت إجراءات أمنية مشددة عند مداخل الميدان، الذي كان مهد الثورة المصرية على مبارك، إذ أُغلِقَت بمصفحات الجيش وبأسلاك شائكة وكان رجال الشرطة والجيش يفتشون مرتين الأشخاص الراغبين في الدخول. وكان بعض المتظاهرين يهتفون «الشعب يريد إعدام الإخوان» غداة أربعة تفجيرات دامية في القاهرة استهدفت قوات الأمن وأسفرت عن سقوط ستة قتلى. ويحمل أنصار الجيش مسؤولية هذه الانفجارات لجماعة الإخوان المسلمين التي أُعلِنَت رسمياً «تنظيماً إرهابياً» إثر اعتداء على مقر للشرطة في مدينة المنصورة بدلتا النيل الشهر الماضي أوقع 15 قتيلاً. وأعلنت جماعة تسمي نفسها «أنصار بيت المقدس» ومرتبطة بالقاعدة أمس السبت مسؤوليتها عن التفجيرات الأربعة. وفي بيانٍ نشرته على موقع إلكتروني يستخدمه متشددون قالت الجماعة إنها قامت بتفجير سيارة مفخخة عن بعد أمام مديرية أمن القاهرة صباح أمس الأول، الجمعة، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وأعقبت ذلك الهجوم بثلاثة تفجيرات أخرى في أنحاء العاصمة. وسبق أن أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عددٍ من التفجيرات الأكثر دموية في مصر بعد عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي. وبعد كل اعتداء، كان أهالي المنطقة المستهدفة ينزلون إلى الشارع رافعين صور السيسي ومطلقين هتافات مؤيدة للسلطات ومنددة بالإخوان المسلمين. وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، تم إلقاء عبوة ناسفة صغيرة فوق سياج مركز للتدريب تابع للشرطة في القاهرة دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع أي إصابات، بحسب وزارة الداخلية المصرية. من جهة أخرى، قالت مصادر طبية إن خمسة عسكريين قُتِلُوا إثر سقوط مروحية للجيش المصري في شمال سيناء، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة.