دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاسرة الدولية، خلال جلسة تاريخية لمجلس الامن على مستوى القمة، الى «رسم خط في الرمال» لإنذار ايران. وقال أمام جلسة تاريخية في مجلس الأمن ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما: «فيما تكثر الأدلة على انتهاكات للاتفاقات الدولية، علينا أن ننظر معاً في عقوبات أقوى بكثير» من تلك التي فرضها مجلس الأمن على إيران. وكشف الرئيس نيكولا ساركوزي في نص خطابه الرسمي أمام المجلس نوعية العقوبات التي في ذهن فرنسا قائلاً: «إن ايران تلعب ورقة الوقت... واذا لم تغير سياساتها مع نهاية السنة يجب علينا ان نتحمل مسؤولياتنا. وهذا يعني اعتماد عقوبات ضخمة في القطاع المالي وقطاع الطاقة كي نظهر ان ايران لن يُسمح لها بفرض الأمر الواقع واننا نقف في تضامن مع الذين يشعرون بقلق ومن أجل منع حدوث كارثة». وأثناء مخطابته المجلس شفوياً قال ساركوزي: «إن ايران تقوم بتجميع الطرد المركزي وتستمر في تخصيب اليورانيوم فيما هي لست في حاجة ولهذه النشاطات اذا كانت غايتها سليمة». وأضاف انه «يجب تسلم الجواب من القادة الايرانيين في اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية زائد ألمانيا مع ايران في 1 تشرين الاول (اكتوبر)». وتساءل ان كان في ذهن الطرف الايراني «حسن النية» عند التفاوض. وتبنى مجلس الامن بالإجماع في القمة الاولى التي تعقد لتناول مسألة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل قراراً بالإجماع قدمته الولاياتالمتحدة يدعو الدول التي تملك اسلحة نووية الى التخلي عن ترسانتها. وحمل القرار الرقم 1887 ودعا الدول التي لم توقع معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية الى الانضمام اليها بأسرع وقت. كما دعا القرار الى التفاوض لتقليص الترسانات النووية وبلورة معاهدة لنزع السلاح في شكل عام وكامل في ظل مراقبة دولية مشددة. وتمثّلت الدول ال15 الاعضاء في المجلس على مستوى الرؤساء ورؤساء الدول باستثناء العضو العربي الوحيد في المجلس، ليبيا، اذ تغيب الرئيس الليبي العقيد ممر القذافي عن الجلسة. وألقى السفير عبدالرحمن شلقم كلمة ليبيا داعياً الى الاعتراف بإقدامها على التخلي عن طموحاتها النووية والتقدم اليها بالشكر والى انشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل لا تستثني اي دولة. وقال: «لا يمكن أن تكون اسرائيل فوق القانون»، والا فإن جميع دول الشرق الاوسط ستقول: «لي أيضاً الحق بالسلاح الذي تملكه اسرائيل». الرئيس الأميركي باراك أوباما شدد على أن القانون الدولي ليس لعبة ولا هو «وعداً فارغاً»، داعياً الى «فرض تنفيذ المعاهدات المعنية بالسلاح النووي وذلك عندما تحدث عن ايران وكوريا الشمالية تحديداً. ووصف أوباما السعي وراء السلاح النووي بأنه يشكل «تهديداً جذرياً» للعالم وقال: «دعوني أكون واضحاً، ان الهدف ليس استثناء دول معينة وان الامر يتعلق بالوقوف مع والدفاع عن حقوق جميع الدول التي تتصرف طبقاً لمسؤولياتها». الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصف قمة مجلس الأمن بأنها تسجل «لحظة تاريخية» وتقدم فرصة «بداية جديدة للمستقل». واشار الى الحاجة الى «اتخاذ اجراءات واضحة». ولفت الى أهمية القيادة الاميركية والروسية كنموذج في المبادرة الى العمل نحو ازالة الاسلحة النووية التي يمتلكانها. وحضر الجلسة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي شدد على أن «روسيا شريك يمكن الاعتماد عليه» وشدد على اهمية اتخاذ الخطوات الملموسة قبل انعقاد اجتماع مراجعة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية أيار (مايو) السنة المقبلة. ولفت ميدفيديف الى أن «متسوى انعدام الثقة ما زال عالياً»، وقال من الضروري اتخاذ الخطوات على رغم تلك الاجواء». وقال ان «احد اكثر التهديدات خطورة هو سقوط المواد النووية في اياد ارهابيين»، مؤكداً على ضرورة «مكافحة الإرهاب العالمي»، مشدداً على أهمية معالجة المسائل العالقة مع الدول عبر «الانخراط معها بصورة بناءة» دون ان يسمي بالاسم ايران وكوريا الشمالية. الرئيس الصيني جينتاو هو قال ان «الصين ملتزمة التزاماً راسخاً لوضع استراتيجية نووية للدفاع عن النفس» فقط، واقترح على جميع الدول التي تملك اسلحة نووية ان تلتزم بعدم التهديد باستعمالها ضد دول لا تملك اسلحة من هذا النوع وضد مناطق خالية من الاسلحة النووية. وشدد رئيس وزراء تركيا رجب أردوغان على انشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.