اظهرت تجارب استمرت ست سنوات، اجراها باحثون من الجيش الاميركي ووزارة الصحة في تايلاند، نجاحاً في تطوير لقاح مزدوج المصدر، زاد الآمال بالسيطرة على فيروس الايدز وبخفض الاصابات بنسبة الثلث تقريباً. وقال الدكتور انتوني فاوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والامراض المعدية في الولاياتالمتحدة الذي ساهم في تمويل الابحاث، «انه نصر جديد في المعركة لكننا لم نربح الحرب ضد الايدز بعد». وقال الدكتور ريتشارد هورتون رئيس تحرير دورية «لانسليت» الطبية «ان النتائج اظهرت ايجابية في تطويق المرض، علينا التفاؤل بحذر وان نستمر بالتجارب». وقال الباحثون في تايلاند لوكالة «فرانس برس» انه «سبق علمي، للمرة الاولى منذ بدء معركة مكافحة الايدز قبل ربع قرن، مع نجاح اللقاح التجريبي في الحد من مخاطر الاصابة بالمرض». واضافوا «ان اللقاح يُقلل مخاطر الاصابة بالايدز بحدود الثلث تقريبا، كما اظهرت نتائج التجارب التي اجريت على 16 الف متطوع بتعاون بين الجيش الاميركي ووزارة الصحة التايلاندية». وقال الكولونيل جيروم كيم، من برنامج ابحاث الايدز الذي يُشرف عليه الجيش الاميركي، خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «انه تقدم علمي على درجة كبيرة من الاهمية يعطينا الامل بامكان التوصل الى لقاح فعال مستقبلاً». واضاف «انه البرهان الاول على قدرة اللقاح المضاد للايدز على الحماية من الاصابة». ووصف وزير الصحة التايلاندي ويتاوا كاوبارادي نتيجة التجارب بانها «سبق علمي». واللقاح مزيج من لقاحي «الفاك» الذي انتجته شركة «سانوفي - افنتيس»، و»ايدزفاكس» من انتاج «فاكس - جن انكوربوريشن» اعدا سابقا ولم ينجحا في كبح ضراوة الفيروس، وبدأت تجربته في تشرين الاول (اكتوبر) 2003 على متطوعين معرضين بدرجة متوسطة للاصابة بفيروس الايدز في مقاطعتين تايلانديتين، قرب بانكوك. وتلقى نصف المتطوعين الذين راوحت اعمارهم بين 18 و30 عاماً، اللقاح والنصف الباقي لقاحاً وهمياً. ومن ضمن عينة اللقاح الوهمي اصيب 74 من اصل 8198 بفيروس الايدز، مقارنة مع 51 من 8197 في العينة التي تلقت اللقاح التجريبي. ورحبت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز بنتائج الابحاث وقالتا في بيان مشترك ان «النتائج، التي تشكل تقدماً علمياً مهماً، هي الاولى التي تبرهن انه يمكن الوقاية من الايدز باستخدام لقاح وهي على قدر كبير من الاهمية». لكن الاممالمتحدة شددت على ان النتائج «لا تسمح بالترخيص لاستخدام اللقاح وانه ينبغي القيام بتجارب اضافية لتحديد امكان الحصول على النتائج ذاتها في اماكن اخرى من العالم». واكتشف مرض الايدز للمرة الاولى العام 1981، وتسبب بوفاة 25 مليون انسان على الاقل، في حين يعيش 33 مليون آخرين حاملين فيروس الايدز او مصابين بالمرض. وتكمن خطورة الايدز في انه يدمر الخلايا المناعية فيجعل الجسم فريسة للامراض الانتهازية. ومن بين خمسين لقاحا تجريبيا خضعت لتجارب على البشر، لم ينجح سوى اثنين في المرور عبر المراحل التجريبية الثلاث المعتمدة، لكنهما فشلا. ولا يزال نحو ثلاثين لقاحا بانتظار الاختبار. وقالت المؤسسة العالمية للقاح الايدز، وهي تحالف من الباحثين والممولين والسياسيين والمحامين انه «يوم تاريخي خلال 26 عاما من العمل لتطوير لقاح ضد الايدز». وكان باحثون اميركيون اشاروا في مقال نشرته مجلة «ساينس» العلمية في بداية ايلول (سبتبمر) الجاري، انهم اكتشفوا مضادين حيوين يمكن ان يشكلا اساسا للتوصل الى لقاح فعال. وينتج المضادين الحيويين، بصورة طبيعية، عدد قليل من الاشخاص الحاملين لفيروس الايدز والقادرين على شل فعالية عدد كبير من النسخ الفيروسية المنتشرة عبر العالم.