عبدالعزيز حلواني (55 عاماً) لا تكاد تمتلئ عيناه سوى بأمواج البحر الأحمر، التي دفعت بيديه وعقله إلى مصدر رزقه الكامن في صناعة السفن الشراعية، إذ اعتادت يداه منذ نعومتها على نشارات الخشب الجارحة، ولا تنفك ساقاه الصغيرتان أن تجف من البلل، إلا أن تقدم العصر بمختلف مجالاته، قلص كثيراً من حجم إنتاجه الصناعي، لتتحول السفن الشراعية المبحرة المجابهة للأمواج المتلاطمة، إلى أخرى صغيرة للزينة تقبع على أسطح مكاتب خشبية، أو رفوف المنازل الدائفة. ثمانية أبناء يعمل حلواني على رعايتهم وتربيتهم، محاولاً أن يورث إليهم هذه الحرفة القديمة، ليواصل أحفاده على ممارستها، خشية منه أن تندثر، مشيراً إلى أن المهرجانات التراثية كمهرجان الجنادرية وحالياً جدة التاريخية أسهمت كثيراً على ممارسته لهذه الحرفة لمشاركته فيها. ويقول إن التقنية الحديثة التي تعمل في صناعة السفن حدت كثيراً من الحرف اليدوية وعزوف أصحابها عنها. ويضيف حلواني أن لمجسمات السفن محبيها، ومن يرغب كثيراً في اقتنائها، إذ تجد إقبالاً جيداً من الزوار.