تقع دار سينما «بوبليسيس إيليزيه» في جادة الشانزليزيه الباريسية العريقة وعلى مسافة خطوات من قوس النصر، أحد المعالم الأثرية التي يتهافت عليها السياح أسوة ببرج إيفل. وتضم هذه السينما الأنيقة قاعتين فخمتين وهي اعتادت إلى نحو شهر مضى، تقديم الأعمال الهوليوودية والأوروبية قبل أن تتخصص فجأة في تقديم الأفلام الهندية التي ستليها التركية في مستقبل قريب جداً، كما قال مدير الصالة. ولدى السؤال عن سبب هذا التحول غير المعتاد لدار سينما تحتل أحد أبرز المواقع في باريس، علمنا من المدير أن السينما حال العديد من النشاطات التجارية تعاني أزمة اقتصادية حادة، وأنها بالتالي في حاجة ماسة إلى التنويع في السياسة المتبعة الهادفة إلى جذب الروّاد، مضيفاً أن الأفلام الهندية والتركية بل أيضاً العربية، كوّنت لنفسها سمعة ممتازة وعريضة، وعادة ما تعرض في صالات قائمة في الأحياء الشعبية الزاخرة بالمغتربين. ولكن إذا كانت دار «سينما الأقصر» الكائنة في حي باربيس الشعبي قد أعادت فتح أبوابها بعد فترة ركود طويلة، وصارت تقدم أحدث الأفلام الأميركية والأوروبية والأسيوية بعدما تخصصت في الماضي في الأعمال العربية والهندية، فما الذي يمنع من حدوث العكس؟ أي إتاحة الفرصة لجمهور أرقى أحياء باريس من أجل مشاهدة الأفلام الآتية من الهند وتركيا والعالم العربي. ويجب ألا نتجاهل طبقاً لرأي مدير دار سينما «بوبليسيس إيليزيه»، العدد الهائل من الزوار الأجانب الذي يتجول في جادة الشانزليزيه يومياً وبينهم العرب والهنود والأتراك. وهذا غير الفئة الفرنسية من المتفرجين التي يدفع بها الفضول أو الإلمام بالسينما، إلى اكتشاف سينمائيين موهوبين منتمين إلى ثقافات مختلفة. وعلى العموم فإن التجربة تبدو إيجابية إذا أخذنا في الاعتبار أرقام بيع التذاكر المحققة على مدار الأسابيع الأربعة الفائتة. أما الأفلام العربية فإذا كانت بعد غائبة عن واجهة السينما إياها، فهي لن تتأخر في احتلال مكانة مميزة بدورها خلال النصف الأول من العام 2014.