عرفت دار سينما الأقصر الباريسية، التي شيدت عام 1921، أوج مجدها في النصف الأول من القرن العشرين، وتميزت بهندسة معمارية على الطريقة المصرية وبإيحاء فرعوني واضح من الداخل والخارج. في بداياتها، عرضت «الأقصر قصر السينما»، كما أطلق عليها لاحقاً، أحدث الأفلام الهوليوودية والفرنسية، بيد أن موقعها في أحد أكثر الأحياء شعبية وإزدحاماً، خصوصاً بالمغتربين العرب، حوّلها مع الوقت سينما مصرية تعرض أشهر أفلام فريد الأطرش وسعاد حسني وعبدالحليم حافظ وهند رستم ونادية الجندي. في العام 1981 وإثر رغبة بعض المتمولين في إقتناء السينما وتحويلها سوبر ماركت، قرّرت وزارة الثقافة الفرنسية تصنيفها ضمن المباني الباريسية الأثرية، ما أبعد عنها كل المخططين لتغيير شكلها وديكورها، لكن إنتشار الفيديو لم يرحم وقضى تجارياً على «الأقصر قصر السينما» وأرغمها على إشهار إفلاسها وإغلاق أبوابها بعدما امتلكتها بلدية باريس في منتصف ثمانينات القرن الماضي. ولا تزال أبواب السينما مغلقة منذ أكثر من ربع قرن، بيد أن جمعية تأسست تحت إسم «أصدقاء الأقصر»، سعت بشتى الطرق القانونية الى فتح أبواب الدار، ونجحت أخيراً في تأمين دعم مادي للمشروع، وإعادة ترميمه، مع الحفاظ على هوية الدار المصرية، على أن تفتتح في ربيع 2013. وتتكوّن «الأقصر»الجديدة من ثلاث صالات لعرض الأفلام، وقاعة كبيرة للمعارض ومقهى. وترغب الجمعية التي ستدير السينما في ألا تنحصر البرمجة في الأفلام المصرية مثلما كانت الحال سابقاً، بل تعد بالعمل على تنويع أعمالها واستضافة ندوات لمخرجين سينمائيين.