مقدِّمان ومقدّمتان من السعودية، معظمهم يطلّ للمرّة الأولى على الشاشة، لكنّ ذلك لم يقف عائقاً بينهم وبين قلوب المشاهدين. في إيقاع سريع يطل مقدمو برنامج «sub سكرايب» على شاشة «أم بي سي 1» (أحمد باعقيل وفيصل الزهراني وسمر سمير وسها نويلاتي) كي يعرضوا تجارب علمية ومعلومات تكنولوجية في قالب مسلٍّ وطريف. أحمد باعقيل يحمل شهادة في الهندسة المعمارية ويعتبر أنّ صلة الوصل بين الهندسة والتقديم تكمن في الجمع بين العلوم والفنون. حبّه لإيصال المعلومات إلى الآخرين دفعه إلى خوض هذه التجربة من دون تردّد، وأحبّ جداً أنّ كل شخص في البرنامج يظهر على طبيعته وبشخصيته الحقيقية. «Sub سكرايب» ساعده على التواصل مع الشباب السعودي. «أشعر بالفخر بما اكتشفته بالمواهب السعودية الشابة، بل بالمواهب العربية عموماً»، يقول أحمد مضيفاً إنّها المرّة الأولى التي يكون هناك تفاعل مباشر مع الجمهور أمام التجارب العلمية. ويلفت إلى أنّه أوّل المتعلّمين ممّا يقدّمه البرنامج ومن خبرات الأشخاص الذين يظهرون في الريبورتاجات. ماذا أضاف هو إلى البرنامج؟ «أنا واحد من المقدّمين الأربعة الذين وضعوا أنفسهم وشخصياتهم بعفوية أمام عدسة الكاميرا، على أمل أن أكون يوماً ما جزءاً من الإنجاز الذي أتمنّى أن يحققه البرنامج». ويضيف: «يطلقون عليّ على تويتر لقب «روح المرح» لذلك سأسعى إلى الحفاظ على أسلوبي المرِح في التقديم». فيصل الزهراني هو الوحيد بين الأربعة الذي يملك تجارب سابقة في الإعلام المرئي وكذلك المسموع. خلال حياته تنقّل بين كثير من المهن، فعمل بائع ملبوسات، بائع فطائر، مسؤول موارد بشرية، عامل استعلامات على السنترال... فهل العمل في الإعلام هو اختتام رحلته المهنية، أو يمكن أن يتابع طريقه نحو مجالات أخرى؟ يجيب: «أتخصّص حالياً في مجال الإعلام، وبلغت السنة الرابعة، ولا أعتقد بأنّني سأعمل في غير هذا المجال». تجاربه في المهن المتنوّعة ساعدته كي يجد الطريقة المثلى للتواصل مع كل فئات الناس، فصار يدرك اهتمامات المتعلّمين واهتمامات الأقل علماً، ويعرف كيفية جذبهم وإشراكهم في المواضيع التي يقدّمها. الجمهور يطلق على فيصل لقب «صوت الشباب»، وهذا الأمر يفرحه جداً لكنّه يضعه في الوقت ذاته أمام مسؤولية كبيرة. «ليس هدفي أن أحلّ مشاكل الشباب، مع العلم أنني سأفعل ذلك حتماً إذا استطعت، لكنّني أسعى إلى أن أوصل صوتهم ومواهبهم وأحلامهم وطموحهم إلى أبعد مدى». سمر سمير درست هندسة كهرباء وكومبيوتر، فما الذي نقلها من هذا المجال إلى تقديم البرامج؟ توضح أنّ المسألة ليست انتقالاً «من... إلى»، فالكلمة التي تعبّر أكثر هي «مع». وتشرح أنّها لا تزال تعمل في هندسة الكهرباء، لكنّها أحبّت أن تدخل المجال الذي طالما حلمت به منذ صغرها وهو عالم الإعلام والتقديم. أسلوب البرنامج الشبابي شجّعها كثيراً لخوض هذه التجربة، خصوصاً أنّ طابعه العام تعليمي وتثقيفي. تقول: «أطمح كثيراً لأنّ أنشر المعرفة حولي وأن أساهم في تثقيف الشباب السعودي، والعربي». وتشير سمر الى أنّها كانت مجتهدة كثيراً في دراستها، وكانت تسعى لكسر الصورة النمطية التي تعتبر أنّ المجتهد هو شخص مملّ لا يهتمّ إلّا بالدرس. «وجدت في هذا البرنامج الطريقة الأفضل لأقول إنّ العلم والتسلية ممكن أن يجتمعا بسهولة». سمر ترفض أن تكون مجرّد رقمٍ يمرّ في التاريخ وتسعى إلى ترك إنجازٍ خلفها، فما الإنجاز الذي تفكّر في تحقيقه؟ «الإنجاز الأول بدأ من خلال «sub سكرايب»، وهو الجمع بين الإعلام والتعليم» تقول، «آمل بأن أتوسّع بعد ذلك إلى إنجازات أكبر بعد». سها نويلاتي تحمل شهادة في إدارة الموارد البشرية لكنّ هذا الاختصاص لا يحصر لائحة اهتماماتها. تقول: «أحب أن أتعلّم أموراً كثيرة، وأحب التواصل مع الآخرين وأن أكون فاعلة في المجتمع، لذلك حين عُرِضت عليّ فكرة تقديم هذا البرنامج لم أتردّد لحظة لأنني وجدت فيها ما يلبّي طموحي في التعلّم والتواصل والفاعلية». وتفصح أنّها وجدت نفسها في مجال الإعلام، وكثيراً ما تسأل عن الطريق المهني الذي ستسلكه في المستقبل. هي تدرس كل خطوة تقوم بها، وترى أنّ الاحتمال كبير في أن توسّع تجربتها في مجال التلفزيون، ولكن من دون أن تترك تماماً عملها في إدارة الموارد البشرية. «هذا البرنامج جعل شخصيتي أقوى وأصبحتُ أكثر جرأة» تعلن سها، «واكتشفت أنّ الشهرة ممكن استثمارها من أجل الخير والتواصل الأوسع مع الناس والمناقشة في مواضيع مفيدة».