أكد وزير الثقافة والإعلام رئيس المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن مؤتمر وزراء الثقافة العرب تميز باختيار موضوع في غاية الأهمية في مجال العمل الثقافي الإسلامي، وهو المتعلق بالحقوق الثقافية، مؤكداً أن اعتماد المؤتمر الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية أعاد العالم الإسلامي إلى موقع الريادة الفكرية والمبادرة الخلاقة على الصعيد العالمي، مضيفاً: «أصبح لدينا اليوم إطار مرجعي على مستوى العالم الإسلامي في موضوع الحقوق الثقافية يصلح أن نرافع به عن قضايانا الحضارية واختياراتنا الثقافية، ونبني المشترك الإنساني مع بقية ثقافات العالم من موقع التميز الحضاري، ونمتلك المرجعية الثقافية المتنورة التي تمكننا من بناء قدراتنا الذاتية والانفتاح على الثقافات الأخرى». ولم يرَ وزير الثقافة والإعلام في كلمة ألقاها في ختام المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واستمرت أعماله يومين، غرابة في أن تطرح «إيسيسكو» موضوع تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام، «ذلك أنها مكملة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بما يعطي تكاملاً بين الوثيقتين ومؤشراً إلى تحول نوعي في العمل الإسلامي واستقلاله في امتلاك أجوبة العصر»، مبيناً أن موضوع الحقوق الثقافية ذو طبيعتين ثقافية وحقوقية «ما يعني أن هناك عملاً ينتظر الجميع للاسترشاد بالوثيقة في التشريعات الوطنية، بما يكمل جهود الدول في الإصلاحات السياسية والاجتماعية». ووصف برنامج «إيسيسكو» المتعلق بعواصم الثقافة الإسلامية بأنه من الأنشطة الناجحة على المستوى الإسلامي، وذكر أن «خير دليل على ذلك هو لائحة العواصم المختارة من عام 2005 إلى عام 2024، بمعدل ثلاث عواصم كل عام عن المنطقة العربية والآسيوية والأفريقية». وعبّر خوجة، الذي ترأس الجلسة الختامية للمؤتمر الذي حمل عنوان «من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام»، عن تمنياته بالنجاح والتوفيق لاحتفاليات العواصم المرتقبة، مبدياً سعادته بتسليم علم الاحتفالية إلى رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفاليات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي. وفي اختتام المؤتمر أوضح المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور عبدالله حمد محارب أن جعل «الحوار والسلام» شعاراً لهذا المؤتمر من شأنه الإسهام في تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي، مؤكداً أن الحقوق الثقافية تمثل القاعدة المثلى لاحترام التنوع الثقافي، وأنه لا يمكن حماية هذا التنوع حماية حقيقية من دون احترام فعلي للحقوق الثقافية. ولفت إلى العلاقة الوثيقة بين الحقوق الثقافية والسلام، وأن انتهاك الحقوق الثقافية للجماعات البشرية تترتب عليه في أحيان كثيرة توترات ونزاعات محورها الصراع بين الهويات الثقافية، مشيراً إلى الحرب التي اندلعت بهذا السبب، والأعمال الإرهابية التي ارتكبت باسم هويات مقموعة أو مضطهدة تحولت إلى «هويات قاتلة»، مبيناً أن حقوق الأقليات والشعوب الأصليين باتت تتخذ طابعاً كونياً، لا يمكن للعالم العربي الإسلامي أن يبقى بمعزل عنه. وشدد على أهمية المحافظة على حقوقنا الثقافية كعرب ومسلمين باعتبارنا نشترك في المراجع المكونة لهوية ثقافية مشتركة نريد المحافظة عليها وتنميتها في عالم تخترقه نزعات العولمة والهيمنة الثقافية و«الإسلاموفوبيا» وغير ذلك من مظاهر إقصاء الآخر وإنكار خصوصيته الثقافية.