اختتمت بالمدينةالمنورة اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. ورأس الجلسة الختامية للمؤتمر الذي حمل عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام"، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة. وقال الدكتور عبد العزيز خوجة، إن المؤتمر تميَّز باختيار موضوع في غاية الأهمية في مجال العمل الثقافي الإسلامي هو المتعلق بالحقوق الثقافية، مؤكدًا أن اعتماد المؤتمر للإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية قد أعاد العالم الإسلامي إلى موقع الريادة الفكرية والمبادرة الخلاقة على الصعيد العالمي، مضيفًا لقد أصبح لدينا اليوم الأربعاء إطار مرجعي على مستوى العالم الإسلامي في موضوع الحقوق الثقافية يصلح أن نرافع به عن قضايانا الحضارية واختياراتنا الثقافية ونبني المشترك الإنساني مع بقية ثقافات العالم من موقع التميز الحضاري ونمتلك المرجعية الثقافية المتنورة التي تمكننا من بناء قدراتنا الذاتية والانفتاح على الثقافات الأخرى. من جانبه قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور عبدالله حمد محارب، إنه يتوجه بالتهنئة للأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة، لمناسبة اختيارالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يشكِّل حلقة من حلقات هذه المناسبة الموفقة. وأضاف المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أنَّ جعل (الحوار والسلام) شعارًا لهذا المؤتمر من شأنه الإسهام في تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي، مؤكدًا أن الحقوق الثقافية تمثل القاعدة المُثلى لاحترام التنوع الثقافي، وأنه لايمكن حماية هذا التنوع حماية حقيقية دون احترام فعلي للحقوق الثقافية. ولفت إلى العلاقة الوثيقة بين الحقوق الثقافية والسلام، وأن انتهاك الحقوق الثقافية للجماعات البشرية تترتب عليه في أحيان كثيرة توترات ونزاعات محورها الصراع بين الهويات الثقافية، مشيرًا إلى الحرب التي اندلعت بهذا السبب، والأعمال الإرهابية التي ارتكبت باسم هويات مقموعة أو مضطهدة تحولت إلى "هويات قاتلة"، مبينًا أن حقوق الأقليات والشعوب الأًصلية باتت تتخذ طابعًا كونيًا، لايمكن للعالم العربي الإسلامي أن يبقى بمعزل عنها. وشدد على أهمية المحافظة على حقوقنا الثقافية كعرب ومسلمين باعتبارنا نشترك في المراجع المكوَّنة لهوية ثقافية مشتركة تريد المحافظة عليها وتنميتها في عالم تخترقه نزعات العولمة والهيمنة الثقافية و"الإسلاموفوبيا" وغير ذلك من مظاهر إقصاء الآخر وإنكار خصوصيته الثقافية.