أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أنه لا يرى «عقبة جدية تعرقل اتفاقاً» نهائياً بين بلاده والدول الست المعنية بملفها النووي، معتبراً أن العلاقات بين طهران وواشنطن «دخلت مرحلة جديدة». وفي خطاب أمام منتدى «دافوس» في سويسرا، وصف اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بأنه «تطور كبير منذ الثورة» عام 1979، مضيفاً أن لدى بلاده «إرادة جدية لإبرام اتفاق (نهائي) مع الدول الست». وتابع: «لا أرى عقبة جدية تعرقل اتفاقاً. الإرادة الإيرانية قوية. اتفاق جنيف هو بداية لإبرام اتفاق نهائي، وساهم في تأمين قاعدة مشتركة للتوصل إلى اتفاقات أكثر أهمية مستقبلاً». وكرر أن «إيران لم ترغب أبداً في امتلاك قنبلة نووية ولا حتى مستقبلاً. لا مكان للسلاح النووي في استراتيجيتنا الأمنية»، مستدركاً: «شعبنا لن يتنازل عن حقوقه النووية». لكنه لفت إلى دول قد تذعن ل «ضغط يمارسه آخرون» لعرقلة التوصل إلى اتفاق. وجدد روحاني قوله إن من أولويات حكومته «التعامل البنّاء مع العالم»، استناداً إلى «الاعتدال والتدبير اللذين يُعتبران من الخصال البارزة للإيرانيين، وكانا سر نجاحهم على مرّ التاريخ». وأشار إلى أن العلاقات الإيرانية - الأميركية «دخلت مرحلة جديدة»، وحض إدارة الرئيس باراك أوباما على «تقبّل الحقائق التاريخية الإيرانية عملياً، لا بالكلام فقط». وذكر أن ثمة تطبيعاً للعلاقات بين إيران وأوروبا، معتبراً أن «أي بلد لا يمكنه بمفرده أن يسوّي مشكلاته». وتابع: «أثبتت العولمة، في صورة الأزمة الاقتصادية العالمية، أننا كلنا ركاب سفينة واحدة، وإذا لم نختر ربابنة حكماء فإن الإعصار سيضرنا جميعاً». وأضاف: «ترتكز السياسة الخارجية الإيرانية إلى استخدام الإمكانات الدولية من أجل التنمية الاقتصادية، وتستعد حكومتي للتعاون مع كل دول الجوار لمعالجة القضايا المهمة، مثل البيئة وحصانة المفاعلات النووية والمشاريع الاقتصادية المشتركة وتطوير التجارة وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني ووضع حد للكارثة الإنسانية في سورية وأمن الخليج ومحاربة الإرهاب والتطرّف». وبين دول الجوار التي يسعى إلى التقارب معها، عدّد روحاني تركيا والعراق وباكستان وأفغانستان ودول آسيا الوسطى والقوقاز. لكنه سُئل: «ماذا تقصدون بجميع الدول»؟ فأجاب: «هي الدول التي اعترفت بها إيران رسمياً بلا استثناء، شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً. كان لدينا عداء مع دول سابقاً، لكننا نطمح إلى مستقبل أفضل وأن نتمكّن من حلّ العقد الماضية ونرسي علاقات جيدة وسليمة مع كل الدول». وسُئل روحاني عن العلاقات بين إيران وإسرائيل، فأجاب: «نريد علاقات جيدة وبنّاءة مع كل الدول التي اعترفنا بها رسمياً». وكان الرئيس الإيراني قال لشبكة تلفزة سويسرية، لدى سؤاله عن إمكان إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران: «لا يستمر عداء إلى الأبد، ولا صداقة إلى الأبد أيضاً. سيتطلب الأمر جهوداً كثيرة، لكن علينا جميعاً أن نحاول تحويل العداوات إلى صداقات». وأضاف: «هذا الجهد ضروري لبناء الثقة لدى الجانبين. إيران تمدّ يدها بالسلام والصداقة لكل دول العالم، وتريد علاقات ودية وجيدة معها. ثمة صعوبات عرقلت العلاقات الإيرانية –الأميركية، لكن كل شيء ممكن». وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على كلام روحاني، معتبراً أن الأخير يتابع «حملة خداع». وزاد في خطاب أمام منتدى «دافوس»: «لدى نظام آيات الله الذي يختبئ وراء ابتسامة روحاني، غاية واحدة هي تخفيف العقوبات من دون التخلي عن برنامجه لصنع أسلحة نووية. لذلك لا يجوز للمجتمع الدولي الوقوع في فخ هذا التضليل، وعليه منع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية».